من ناصري والزمانُ لي خصمُ
مدة
قراءة القصيدة :
5 دقائق
.
من ناصري والزمانُ لي خصمُ | ومنصفي والطبيعة ُ الظلمُ |
وعاذري من عزوف نفسيَ وال | همَّة ُ غصنٌ ثماره الهمُّ |
في كلّ يومٍ سعيٌ بلا ظفرٍ | يقعدُ همّي وينهضُ العزمُ |
وحاجة ٍ في العلاء أطلبها | عند غريمٍ قضاؤه غرمُ |
أركبُ منها شهبَ الأماني فتل | قاني الليالي من دونها الدُّهمُ |
ما أولعَ الدهرَ بالفسوق إذا | قيلَ له في يمينك الحكمُ |
كأنه يومَ برَّ أقسم لا | يكون فيه لفاضلٍ قسمُ |
أنظرهُ يوما ترجعْ عوازبهُ | لكلّ منشورة ِ العرى ضمُّ |
لا بدَّ من نظرة محلِّقة ٍ | يمسحُ فيها بالراحة النجمُ |
لأبلغنَّ الذي الرَّغام به | ينبئ أو فيه للعدا الرغمُ |
جبنَ الدُّجى مفرقا وجئن وللص | بح عليه صوارم خذمُ |
كأنها والفلا يموج بها | سفائنٌ جاش تحتها اليمُّ |
تحسبُ ركبانها تخبُّ بهمْ | حمشٌ عن الماء حلِّئت رثمُ |
عنَّ لها والشروعُ حيثُ ترى | أشعثُ باقي قميصه رسمُ |
أبو ثلاثٍ بقاؤه أبدا | لهنَّ مع ضعف رزقه يتمُ |
تطرحه راميا بمهجته | في لهواتِ المخاوف العدمُ |
بصيرة ٌ بالنفوس طاعتها | على المنايا إذا مضت حتمُ |
فاستلَّ منها زرقاءَ تثبتُ في ال | عظم بمتن كأنّه العظمُ |
لو لم يعقها الحرمانُ كان له | وللأيامي في كسبها طعمُ |
رمى فأشوى فانصعن جافلة ً | كأنَّ مرآى شخوصها وصمُ |
يحفزها سائق عنيفٌ من ال | خوف وفحلٌ سياطهُ العذمُ |
تطيعه يومَ خوفها وتعا | صيه خلافا ودارها سلمُ |
فهو لها قائدٌ إذا انتشرت | والٍ وتالٍ غداة َ ينضمُّ |
تخطو بنا خطوها نجائبُ لا | يحبسها بالعيافة ِ السَّجمُ |
تخابط التيهَلا يشقّ لها | تربٌ ولا يقتفى بها نجمُ |
يامن رأى بالعقيق بارقة ً | تحسرُ منها الرُّبى وتعتمُّ |
يقدحُ زندُ الجنوب جذوتها | وسدفة ُ الليل تحتها فحمُ |
تبتسم الأرضُ وهي كالحة ٌ | منها ثغورٌ لها الحيا ظلمُ |
يذكرني لمحها زمانا على ال | خيف تقضَّى كأنه الحلمُ |
هل لك بالنازلات دون منى ً | يا علمَ الشوقِ بعدنا علمُ |
كم وقفة ٍ لي على شرافٍ وفي ال | تربِ عطارٌ وفي الصَّبا سقمُ |
جرتْ مع الرسم لي محاورة ٌ | فهمتُ منها ما قاله الرسمُ |
كأنّ شعري أعدى معاهده | فأعربتْ لي عِراصها العجمُ |
وباللوى ظبية ٌ مضى عددُ ال | حسن عليها فبدرها تمُّ |
رمتْ فما كذّبتْ مقاتله | سهميَّة ٌ لحظُ عينها سهمُ |
أطلبُ ودَّ الأيام أظلمها | وهل تسام الولادة َ العقمُ |
كيف اعتذارُ الزمان من حرمة ٍ | فيَّ وفي نفسه له جرمُ |
ليت كفاني الإخوانُ أنفسهم | فلم يقوني الأذى ولم يرموا |
قد سمع الدهر واستجاب وأن | صاري خرسٌ عن دعوتي صمُّ |
ويدّريني نبلُ الكلام فلا | أصغي وفي أضلعي كلمُ |
ودّ الأعادي وقد نصبتُ لهم | حلمي طودا لو أنهم عصمُ |
أعرضَ سمعي فضاع لغوهمُ | ربَّ سفاهٍ أماته الحلمُ |
يعجبُ للجهل كيف راخى لأق | وامٍ ودانى من خطوه الحزمُ |
تحلو لقوم طعومُ ما لهمُ | وليس للمال عنده طعمُ |
تمَّ وما ألقيتْ تمائمهُ | على رجال سادوا وما تمُّوا |
واجتمع الطارف التليد له | سنٌّ ثنيٌّ وسؤددٌ همُّ |
مستيقظٌ ظنُّه يقينٌ إذا | هوّم قومٌ يقينهمُ رَجمُ |
حلوُ جناة ِ اللسان مرُّ المُلا | حاتِ ضحوكٌ عراكهُ جهمُ |
جوهرة ٌ للصديق جندلة ٌ | على العدا لا يلينها العجم |
من خيرِ قومٍ أبا وأكرمهم | أمّاً إذا عابت الأبَ الأمُّ |
والمجد ما يستوي جوانبهُ | فيستوي الخالُ فيه والعمُّ |
تشتدّ ألفاظهم وتخدم أق | لامهمُ السمهريَّة الصُّمُّ |
إذا انتحوا في عدوِّهم غرضا | بالرأي أصموا من قبل أن يرموا |
تُثنى الليالي بهم إذا جمحتْ | كأنَّ أسماءهم لها لُجمُ |
لهم على كل دولة أثر | كأنه في جبينها وسمُ |
إن أخذوا بالذنوب مقترفا | خصُّوا وأن أمطروا ندى ً عمُّوا |
إذا أخيفوا رموا بخوفهمُ | وراء ما ألجموا وما زمُّوا |
بيضُ المجاني تأبى لهم سمة َ ال | عارِ عرانينُ كالقنا شمُّ |
تطلع أزرارهم شموسَ ضحى ً | أهلّة َ الليل فوقها التمُّ |
كلّ همامٍ قرمٍ إذا اختلفت | ولادة المجد فابنه قرمُ |
مراقب الذكر قبل رؤيته | مقبَّلٌ قبلَ كفّه الكمُّ |
أنت نصيبي من الزمان ومف | تاحُ مناي الرِّغابِ والختمُ |
إن أنحلتني أيدي الخطوب ففي | ثراك عزّي ونبتى الضخمُ |
عرفتني ساعة انتصابك لي | والناس بلة ٌ عن قعدتي بكمُ |
واخترتني قبلَ أن تسابقَ بي | ولم يرضني الشكيمُ والحزمُ |
فراسة ٌ تكتفي بلمحتها | كالذئب يكفي اقتصاصه الشَّمُ |
يفديك راضون من مراتبهم | بأن يسمَّوا فيها ولم يسموا |
تريح أعراضهم فلو كتموا | ليستروا وجهَ لؤمهم نمُّوا |
إن قمتَ في مغرمٍ تباطوا وإن | شعَّثتَ مالاً في سؤددٍ لمُّوا |
ومَن بنى ما بنيتَ في سرفِ | أسرعَ في بيت ماله الهدمُ |
تبقى كعوبُ الرماح سالمة ً | ويرتقي في العوامل الحطمُ |
لا خالستْ ربعك الخطوبُ ولا | أغبَّني صوبُ ودِّك السجمُ |
ولا تخطَّتْ إليك طارقة ٌ | لجرحها في سعادة ٍ كلمُ |
وباكرتْ ربعك التهاني بمو | شى ٍّ من المدح رصفه رقمُ |
تحمله في بيوتها كلُّ عذ | راءَ رداحٍ أردانها فعمُ |
والدها من أنسابها مضرٌ | وجدّها من آبائها جشمُ |
ترضاك لو لامست سواك رجم | ناها فحدُّ الحواضنِ الرَّجمُ |
خالصة ً فيك لا يخالطها | غشٌّ ولا تحت حمدها ذمُّ |
يسمعها حاسدي فيصغي وفي | أذنيه من ثقل وقعها صلمُ |
تسوغُ في حلقه وتشرقه | بالغيظ فهي الشِّهاد والسُّمُّ |
إذا تلاها الراوي رنا نحوه ال | عميُ فأصغى لصوته الصمُّ |
كأنها كعبة ُ القريض فما | يُغبُّها الاستلام واللثمُ |