أدرك ماشاءَ غلامٌ فطنا
مدة
قراءة القصيدة :
5 دقائق
.
أدرك ماشاءَ غلامٌ فطنا | إذا نبتْ به بلادٌ ظعنا |
لا يستريحُ جسمه وعرضه | مكلَّف وقلبه أخو العنا |
يضمِّن البيداءَ من حاجاته | والحرّة َ الوجناءَ ما تضمَّنا |
إن وجد العزَّ وراءَ جانبٍ | مشى ولو على عوامل القنا |
دع للهوينا الغمرَ من أبنائها | وللمنى فما المنى إلاّ ضنا |
لا حملتنى تربة ٌ طيَّبة | تخبُث أن تضمَّنى وسكنا |
ولا زمانٌ أنا فيه خاملُ ال | ذّكرِ ومن أفضلِ مَن فيه أنا |
كم الرضا بوشلٍ مصرَّدٍ | لا ناقعٌ ولا يميط الدرنا |
وفضلِ عيشٍ جائرٍ مذبذبٍ | لا عفة ٌ فيه ولا زهدُ الغنى |
قد قنطتْ نفسى أن تعثرَ بي | مسرَّة ٌ مما ألفتُ الحزنا |
أرى عيونَ الشامتين شارة ً | مصبوغة ٌ تشعرُ صبرا حسنا |
يظهرُ في وجهي لهم ماءُ الرضا | والنارُ ما أجنُّه مستبطنا |
وكلَّما أنحى عليَّ زمني | موَّهتُ حالي وشكرتُ الزمنا |
حتى لقد ماتَ فؤادي فغدا | صدري له لحداً وجسمي كفنا |
من لي بأن تنشطني الأقدارُ أو | يحلَّ عنّى الدهرُ هذا القرنا |
فأملكَ الحلبة َ لا أثنى بأن | أشكمَ دون غايتي أو أُرسنا |
قد أغلق الحظُّ البهيم سبلي | حجازها وشامهاو اليمنا |
فما أريد نهضة ً تنتاشني | إلا لوى عزمي عنها وثنى |
تفانت الأيّام مالي ولها | إما بقاءٌ نافعٌ أو الفنا |
قد نبذتني منبذ المجلوبِ لا | يسرحُ في الإبل ولا يسقى الهنا |
دريئة ً للهمّ كيف وقعت | سهامه كنتُ الجريحَ المثخنا |
لا وطرا من لذّة ِ أقضى ولا | عندي في طارقة ِ الجُلّى غنى |
كأنّها ما جرّبتْ حلمي ولا | تعاورتْ منّى جنبا خشنا |
ولا درتْ أيَّ رجالِ عصمة ٍ | جعلتهم منها لظهري جننا |
الأشرفين همما والأكرمي | نَ أيدياً والأكثرينا مننا |
والرافعين بعلا أنفسهم | ما شيَّد المجدُ القديمُ وبنى |
قومٌ إذا العامُ اقشعرَّت شمسه | وكبَّ أربابُ المقاري الجفنا |
وخافَ كلبُ الحيِّ من جازرهِ | ما أكلَ الشاءَ وأفنى البُدُنا |
تساهموه يطردون جدبهُ | حتى يعودَ متمرا وملبنا |
وأقبلواه أوجها ميامناً | تضحك فيه وأكفّاً يمنا |
وزاده عدلُ الملوك في الندى | تمرُّدا وبالجدا تمرُّنا |
وملكتْعجلٌ على الناس به | رأسَ الفخارِ وعرانين السنا |
سنَّ لهم فاتبعواوزيَّدوا | وألحقوا بالفرض تلك السُّننا |
علقتُ منهم بأغرَّ ماجدٍ | كان الأشدَّ في يديَّ الأمتنا |
رعيته أخا الربيعِ وهمتْ | راحتهُ لي فذممتُ المزنا |
وقال لي المجدُ وقد أحمدته | تلك الغصونَ أثمرتْ هذا الجنا |
أوفى على مرقبة ِ الملكِ فتى ً | يرى خفيَّ المشكلات بيِّنا |
موفَّقُ النظرة ِ لا تحوجهُ | أوائلُ اللحظ إلى كرِّ الثِّنى |
لكفِّه من القنيص كلُّ ما | نص إليه منسرا وبرثُنا |
كفى العظيمَ ورمى برأيه | حيثُ هفا رأى ُ المصيبِ وونى |
وقام بالدولة مدُّ ظهرهِ | والدهرُ قد طأطأ منها وانحنى |
لما أبت صمَّاؤها فلم تطعْ | من أمر حاويها الرُّقى والدَّخنا |
وأعضلَ الخطبُ اشتفوا بطبّه | فأفرقتْ والداءُ قد تمكّنا |
قالوا الرئيسُ فاطمأنَّ وحشها | بعد النّفارِ باسمه وأذعنا |
وعاد محزومُ المطا ريِّضها | من بعدِ ما كان زبونا أرِنا |
ماضي اليدينِ منصلا وقلما | صعبَ المراس جلدا ولسنا |
إذا فلى برمحه كتيبة ً | حسبته يكتبُ فيها بالقنا |
فإن أفاض كاتباً ظننته | بالقلم الجاري الضلوعَ طعنا |
رأى الندى أجلبَ شئٍ للعلا | فجعل المالَ العزيزَ هنيّا |
وجاد حتى قال من جاد له | أودعَ عندي ماله أو خزنا |
يستوحشُ الدينارُ من بنانهِ | فقلّما جاورها مستوطنا |
قل لأبي القاسم قسَّامِ اللُّهى | وفي المعالي ما يفاد بالكنى |
أشكو إليك كلّما جنَّ الدُّجى | هزَّة َ شوقٍ تستطير الوسنا |
ومقلة ً إذا التفتُّ نحوكم | بلَّ الرداءَ شأنها والرُّدنا |
ما انفتحتْ من بعدكم فأبصرت | على اختلاف الناس شيئا حسنا |
قد كنتُ منِّيتُ بأن تراكمُ | لحاجها لو كان أغناها المنى |
ورضتُ نفسي للنوى فأسمحتْ | أن تهجرَ الأهلَ لكم والوطنا |
واستأذنت على الحيا مجدبة ً | أرضي ولكنّ الحيا ما أذنا |
وقلتُ صدعٌ ربما لمَّ وعج | فاءُ عست بجودكم أن تسمنا |
وزمنٌ قاسٍ سيعطفونه | نحوي بما هم يملكون الأزمنا |
لكن أبيتَ شفقا وصنتني | يا لمسيئٍ ويُظنُّ محسنا |
ولو شريتُ ساعة ً منك بما | بين ضلوعي ما شكوتُ الغبنا |
فلا تؤاخذْ بفتى ً صددته | عن نسكه عقوبة ً وما جنى |
شجَّعه الشوقُ على مشقّة ٍ | كم سيمَ يوما مثلها فجبنا |
لعلَّ من أشخصه يردّه | أغلى لديكم قيمة ً وأوزنا |
فربّما عاد صليبا شرسا | ما كان تحت العجمِ سهلا ليِّنا |
لئن عداني قدرٌ مماكسٌ | عنكم وحظٌّ ما يزال أرعنا |
وفترة ٌ من رأيكم تشهدُ أنْ | ما عندكم من الجوى ما عندنا |
فغادياتٌ رائحاتٌ نحوكم | صرائحٌ إذا الكلام هجنا |
من اللواتي ما انبرى مسترعيا | بمثلها قطُّ لسانٌ أذنا |
لو مسح الجوَّ ببطن كفّهِ | قائلها كنتُ بذاك قمِنا |
تسلَّفتْ ودَّ الملوك قبلكم | وعقدتْ لي في الرقابِ المننا |
فاسمع لهنّ سابقا ولاحقا | سوائرا فيك يُطبِّقنَ الدُّنا |
وجلّ يوم المهرجان هذه | قلادة تنظمُ درّاً مثمنا |
لم ير مذ فارقَ كسرى مثلها | أجملَ فوق جيدهِ وأزينا |
واستوفِ أقصى غاية ٍ من سعده | وابقَ له وللمعالي ولنا |
وكنْ بذاك من ضمان الله لي | في أن تعيش وضماني موقنا |
واندبْ لها بين يديك ناهضا | يخلفني في ذا الدعاءِ والهنا |