حاشاك من عارية ٍ تردُّ
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
حاشاك من عارية ٍ تردُّ | ابيضَّ ذاك الشعرُ المسودُّ |
أشرفَ بازيَّ على عزابه | حتى ذوي الغصنُ ولان الجعدُ |
أتعبني بخاضبٍ مصددٍ | لو كان من هجومهِ يصدُّ |
و ثالمٍ بلقطه ثنية ً | معروفة ً من يومها تسدُّ |
يصبغ سوداءَ ودون أخذه | بيضاءُ تخفي تارة وتبدو |
أخلقَ جاهي في ذوات الخمرِ مذ | ليثَ خمارٌ ليَ مستجدُّ |
قلنَ وقد عتبتُ في وثائق | نقضنها ما غادة ٌ وعهدُ |
نافى َ بك الشيبُ بطالاتِ الصبا | الليلُ هزلٌ والنهارُ جدُّ |
فقلتُ نصلٌ لا يذمُّ عتقهُ | قلنَ فأينَ الماءُ والفرندُ |
كان قناة ً فغدا حنية ً | ظهرك ما القضيبُ إلا القدُّ |
سائل بني سعدٍ وأيّ مأثمٍ | لم يتقلدْ منكِ ظلما سعدُ |
أهندُ قالت ملني وحلفتْ | تحللي حالفة ً يا هندُ |
أمنكِ بين أضلعي جناية ٌ | أعجبْ بها نارا خباها زندُ . |
وعدكِ لمْ أخلفَ يومَ بابلٍ | بل كان سحرا واسمهُ لي وعدُ |
خصركِ صعفا واللسانُ ملقاً | دقا عليك أن يصحَّ عقدُ |
ضاع الهوى ضياعَ من يحفظه | و مات مع أهل الوفاء الودُّ |
أنجُ ربيحَ العرضِ واقعدْ حجرة ً | منفردا إن الحسامَ فردُ |
كم مستريحٍ في ظلالِ نعمة ٍ | و أنت في تأميله تكدُّ |
طالك بالمال ولو أريتهُ | صونا رآك معهُ تعدُّ |
ملكتُ نفسي مذ هجرتُ طمعي | اليأسُ حرٌّ والرجاءُ عبدُ |
و لو علمتُ رغبة ً تسوق لي | نفعا لخفتُ أن يضرَّ الزهدُ |
جربتُ أخلاقَ الرجال فإذا | بسمحها مع السؤال نكدُ |
و رمتُ أيديهم بكلَّ رقية ٍ | تلين والأيدي معي تشتدُّ |
لم يعيني فضلٌ أداريهم به | و إنما أعيا عليّ الجدُّ |
ما كان من شعشعَ لي سرابهُ | غرَّ فمي وقلتُ ماءٌ عدُّ |
في الناس منْ معروفهُ في عنقي | غلُّ وفيهم من جداه عقدُ |
مثلُ الحسينِ إن طلبتُ غاية ً | فاتت وهل مثلٌ له أوندِ |
فات الرجالَ أن ينالوا مجده | مشمرٌ للمجدِ مستعدُّ |
غلسَ في إثر العلا وأشمسوا | فجاء قبلا والنجومُ بعدُ |
و من بني عبد الرحيم قمرٌ | كلُّ لياليه تمامٌ سعدُ |
ما نطفة ُ المزنِ صفت طاهرة ً | أطيبُ مما ضمَّ منه البردُ |
لابنهُ لا تلفِ القضيبِ عاسياً | و اصعبْ يزاحمك ثقيلا أحدُ |
من المحامين على أحسابهم | بمالهم فالفقرُ فيهم مجدُ |
لا يتمنون على حظوظهم | أن يجدوا دنيا إذا لم يجدوا |
سخوا ولم تبن عليهم طيءٌ | و فصحوا ولم تلدهم نجدُ |
كانوا الخيارَ وفرعتَ زائدا | و النارُ تعلو وأبوها الزندُ . |
يا مؤنسي بقربه سلْ وحشتي | بعدك ما جرّ عليَّ البعدُ . |
أكلَّ يومٍ للفراق فيكمُ | تعمدٌ يسوءني أو قصدُ |
ما بين أن يحبرني لقاؤكم | حتى النوى فنعمة ٌ وجهدُ |
و كيف لا وأنتمُ في نوبي | يدٌ وظهرٌ وفمٌ وعضدُ |
ريشُ جناحي بكمُ مضاعفٌ | و حبلُ باعي منكمُ ممتدٌ |
كم تحملون كلفي ثقيلة ً | كأنّ حملي ليس منه بدُّ |
مبتسمين والثرى معبسٌ | بيضَ الوجوهِ والخطوبُ ربدُ |
قد فضلتني سرفا ألطافكم | فحسبكم . لكلَّ شيءٍ حدُّ |
أبقوا عليّ إنما إبقاؤكم | ذخرٌ ليومِ حاجتي معدُّ |
شيبكمُ والنصفاءُ منكمُ | و الغرُّ من شبابكم والمردُ |
في نجوة ٍ أيدي الخطوب دونها | بترٌ وأجفانُ الليالي رمدُ |
أراك فيها كلَّ يومٍ لابسا | ثوبا من النعماء يستجدُّ |
يزورك الشعرُ به في معرضٍ | منشدهُ يحسبُ طيباً يشدو |
و ربما أذكرُ ما أنساكَ من | رسمي اتفاقٌ ساءني لا عمدُ |
سيفكَ في الأعداءِ لمْ خلفتهُ | مجرداً ليس عليه غمدُ |
و كيف طبتَ أن يرى فريسة ً | نفساً وأيامُ الشتاء أسدُ |
يحتشمُ النيروزُ من إطلاله | و المهرجانُ يقتضيكَ بعدُ |