أتكتمُ يومَ بانة َ أم تبوحُ
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
أتكتمُ يومَ بانة َ أم تبوحُ | و أجدرُ لو تبوحُ فتستريحُ . |
حملتَ البينَ جلدا والمطايا | بوازلها بما حملتْ طلوحُ |
و قمتَ وموقف التوديع قلبٌ | يطير به الجوى وحشاً تطيحُ |
تلاوذُ حيثُ لا كبدٌ تلظى | بمعتبة ٍ ولا جفنٌ قريحُ |
فهل لك غير هذا القلبِ تحيا | به أو غير هذي الروحِ روحُ |
لعمرُ أبي النوى لو كان موتا | جنتْ لك فهو موتٌ لا يريحُ |
يفارقُ عاشقٌ ويموتُ حيٌّ | و خيرهما الذي ضمنَ الضريحُ |
و قال العاذلون البعدُ مسلٍ | فما لجواك ضاعفه النزوحُ . |
و في الأظعانِ طالعة ً أشياً | أبو لونين مناعٌ منوحُ |
سلافة ُ ريقهِ بسلٌ حرامٌ | و وردة ُ خده مما يبيحُ |
إذا كتمته خالفة ٌ وخدرٌ | وشى بمكانه المسكُ النضيحُ |
أسارقه مسارقة ً ودون ال | خلاطِ به الأسنة ُ والصفيحُ |
و لم أرَ صادقَ العينين قبلي | أضلَّ فدله شمٌّ وريحُ |
أيا عجبا يهتكُ في سلاحي | و قد حطم القنا طرفٌ طموحُ |
و يقنصني على إضم وقدما | قنصتُ أسودها رشأٌ سنيحُ |
رمى كبدي وراح وفي يديه | نضوح دمي فقيل هو الجريحُ |
و أرسلَ لي مع العواد طيفا | يرى كرما وصاحبهُ شحيحُ |
إذا كربَ الرميُّ يبلُّ شيئا | ألمَّ فدميتْ تلك القروحُ |
فقال كم القنوطُ وأنت تحيا | و كم تأتي الغنيَّ وتستميحُ |
شكوتَ وَ من أرى رجلٌ صحيحٌ . | فقلتُ له وهل يشكو الصحيحُ |
فما لك يا خيالُ خلاك ذمٌّ | أتاحك لي على النأي المتيحُ . |
فكيف وبيننا خيطا زرودٍ | قربتُ عليكَ والبلد الفسيحُ . |
أعزمٌ من زعيم الملك تسري | به أم من ندى يده تميحُ |
حملتَ إذاً على ملكٍ كريم | إلى رحلي يعودُ بك المسيحُ |
و جئتَ بنائلِ لا البحرُ منه | بمنتصفٍ ولا الغيثُ السفوحُ |
حمى اللهُ ابنَ منجبة ٍ حماني | و قد شلت على الراعي السروح |
و سدَّ بجوده خلاتِ حالي | و قد ضعفتْ على الخرقِ النصوحُ |
تكفلَ من بني الدنيا بحاجي | نتوجٌ في عقائمها لقوحُ |
تفرغ لي وقد شغلَ المواسي | و خالصني وقد غشَّ الصريحُ |
و قام بنصرِ سؤدده فسارتْ | مطالعهُ وأنجمهم جنوحُ |
حلتْ مدحي لقومٍ لم يهشوا | و غناه فأطربه المديحُ |
كأنّ الشعرَ لم يفصحْ لحيًّ | سواه وكلهم لحنٌ فصيحُ |
جوادٌ في تقلبِ حالتيه | فلا سعة ٌ تبين ولا رزوحُ |
إذا قامت له في الجود سوقٌ | فكلُّ متاجرٍ فيها ربيحُ |
تمرن في السيادة منه ماضٍ | على غلوائه لا يستريحُ |
جرى متدفقا في حلبتيها | كما يتدفق الطرفُ السبوحُ |
و جمع ملكُ آل بويه منه | على ما شتت الكافي النصيحُ |
يقلبُ منه أنبوبا ضعيفا | تدينُ له الصفائح والسريحُ |
و كان الفارسَ القلميَّ يبلى | بحيثُ يعردُ البطلُ المشيحُ |
ورى بضيائه والليلُ داجٍ | خفوقَ النورِ منبلجٌ وضوحُ |
أضلَّ الناسَ في طرق المعالي | سبيلاً بين عينيه يلوحُ |
و ضمَّ الحبلَ محلولي مريراً | أخو طعمينِ منتقمٌ صفوحُ |
فيوم الأمنِ ورادٌ شروبٌ | و يوم الغبن عيافٌ قموحُ |
أبا حسنٍ عدوك من ترامى | به الرجوانِ والقدرُ الجموحُ |
إلى متمرد المهوى عميقٍ | فتطرحه مهالكهُ الطروحُ |
تفرسَ في الغزالة ِ وهو أعشى | ليقدحَ في محاسنها القدوحُ |
يناطحُ صخرة ً بأجمَّ خاوٍ | أيا سرعانَ ما حطمَ النطيحُ |
بحقك ما أبحتك من فؤادي | مضايقَ لم ينلها مستميحُ |
أصارك وهي خافية ٌ إليها | ودادك لي ونائلك السجيحُ |
فإن أخرستَ ريبَ الدهر عنيّ | بعونك والنوائبُ بي تصيحُ |
و لم تبعلك بي مترادفاتٌ | من الحاجاتِ تغدو أو تروحُ |
و غيرك حامَ آمالي عطاشا | عليه وما يبلُ لهنّ لوحُ |
تزاورَ جانبا عن وجه فضلي | فضاع عليه كوكبيَ الصبيحُ |
جفاني لا يعدُّ عليَّ ذنبا | بأعذارٍ وليس لها وضوحُ |
أعاتبهُ لأنقله ويعيا | بنقلِ يلملمَ اليومُ المريحُ |
و كم أغضيتَ إبقاءً على ما | أتى وسترتَ لو خفيَ القبيحُ |
فلا تعدمك أنتَ مكرراتٌ | على الآفاق تقطنُ أو تسيحُ |
لها أرجٌ بنشرك كلّ يومٍ | على الأعراض ضوعته تفوحُ |
تصاعدُ في الجبالِ بلا مراقٍ | و يقذفُ في البحار بها السبوحُ |
تمرُّ عليكَ أيامُ التهاني | و منهنّ المباركُ والنجيحُ |
بجيدِ المهرجان وكان عطلا | قلائدُ من حلاها أو وشوحُ |
بشائرُ أنَّ عمركَ في المعالي | يعدُّ مضاعفا ما عدَّ نوحُ |