ما كان سهما غار بل ظبيٌ سنحْ
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
ما كان سهما غار بل ظبيٌ سنحْ | إن لم يكن قتلَ الفؤادَ فقد جرحْ |
جلبَ الجمالَ يريد أنفسنا به | ثمنا فتاجرناه فيه كما اقترحْ |
أرجتْ جنانَ السفح فيه بنافضٍ | ردنيه عن عرف الجنان إذا نفحْ |
عرقُ المجاسد فاض ماءُ شبابه | و الوردُ أطيبُ منه ريحا ما رشحْ |
في جيده الكافورِ سبحة ُ عنبرٍ | ما كان أغفلني وليس عن السبحْ |
و أما ومشيتهِ توقرَ تارة | صلفا وأحيانا يجنُّ من المرحْ |
و مواعدٍ ليَ في خلال وعيده | مزجتْ بدمع صبابتي دمعَ القدحْ |
لأشاطرنَّ هواه جسمي إن وفى َ | و لأبخلنّ على العواذل إن سمحْ |
راحت تعنفُ في الصبا ما آن أن | يثنيك عن أشرَ الثنيَ نهى ُ القرحْ |
و الخمسُ والعشرون تعذرُ فاسدا | لو ناهزتهْ الأربعون وما صلحْ |
مناك ظنك بي غرورا أنني | أصحو وفي الظنّ المحالُ المطرحْ |
كالليث والغمرُ استغرَّ بثغره | فدنا إليه فاسئلي عما كلحْ |
و الصاحبِ التمس الغمامُ تشبها | بيديه لا جرمَ انظري كيف افتضحْ |
جاراهما ويكاد يغرق فيهما | بالجود إلا أنه فيه سبحْ |
للعزّ ما منعَ الحسينُ فلم تنل | كفُّ الزمان وللمكارم ما منحْ |
إن همَّ أبصر غايتيه بحزمه | كالطرف يدرك نوره أنيَّ طرحْ |
أو جدَّ في خطبٍ كفاه ووجهه | متبسمٌ فيقول حاسدهُ مزحْ |
كم نعمة ٍ لم تلههِ عن عصمة ٍ | و جمادِ عامٍ لم يعقهُ أن انفسحْ |
و مدامة ٍ عذراءَ بات نديمها | و بغارة ٍ شعواءَ يومئذٍ صبحْ |
رفقا فجربهُ وقل في ناره | إن أضرمتْ وقد اشتواك بما لفحْ |
و اهتزَّ كلكلهُ فكنت سحيقة ً | بددا فأين يكون ركنك إن نطحْ |
بي أنت ضجَّ السيفُ حتى إنه | لو كان يومَ يسلُّ ذا صوتٍ لبحْ |
و شكا جوادك في الضوامرِ بثه | لما استراحت وهو تحتك لم يرحْ |
طرفٌ تعود أنه لو طارد ال | ريحَ الشمالَ عليه فارسه بطحْ |
و أغرُّ يسرجُ يومَ يسرجُ وجههُ | زهرَ الكواكبِ قام فيها أو سرحْ |
و مؤدب الأعضاءِ لا يهفو به | جنباه ما حسَّ الغلامُ وما مسحْ |
فسواه ما خلع اللجامَ ومدَّ طغ | يانا وما منع الركابَ وما رمحْ |
و لك المقامُ زأرتَ فيه والقنا | أجمٌ فهان على عرينك من نبحْ |
و الرأيُ أعجزه الصوابُ فلم يشرْ | فيه سواك ولو أشار لما نصحْ |
أمؤاخذي كرما عليَّ قضيتهُ | إن ضاق عنه لسانُ شكري أو رزحْ |
غفراً متى قصرتُ عنك فإنني | بالمدح أولى لو بلغتك بالمدحْ |
هذا ولم تحفزك قدرة ُ خاطري | ما جاءه عفوا وما فيه كدحْ |
كم نومة ٍ للعاشقين وهبتها | ليلا أراقب ديكه حتى صدحْ |
و الليلة البهماءُ تولدِ فكرتي | غراءَ يحسدها الصباحُ إذا وضحْ |
و لأنتَ باستحسانها أنطقتني | و شرحتَ بالإكرامِ صدري فانشرحْ |
و نسيتَ ما أعطيتنيه وفيهمُ | حاشا سماحك منْ إذا أعطى لمحْ |
فلغيرك المتسهلُ المبذولُ في اس | ترخاصه ولك الغرائبُ والملحْ |