كَسَتْكَ الشَّبيبة ُ رَيعانَها
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقة واحدة
.
كَسَتْكَ الشَّبيبة ُ رَيعانَها | و أهدَتْ لكَ الرَّاحَ رَيحانَها |
فَدُمْ للنَّديمِ على عَهْدِهِ | و غادِ المُدامَ ونَدمانَها |
فقَد خلَعَ الأُفقُ ثَوْبَ الدُّجى | كما نَضَتِ البِيضُ أجفانَها |
و ساقٍ يواجِهُني وجهُهُ | فتَجْعَلُه العَينُ بستانَها |
يُتوِّجُ بالكأسِ كَفَّ النَّديمِ | إذا نَظَمَ الماءُ تِيجانَها |
فطَوْراً يُوشِّحُ ياقوتَها | و طَوْراً يُرصِّعُ عِقيانَها |
رَمَيْتُ بأفراسِها حَلبة ً | مِنَ اللَّهْوِ تُرْهِجُ مَيدانَها |
و ديرٍ شُغِفْتُ بِغزلانِه | فكِدْتُ أُقَبِّلُ صُلبانَها |
فلما دَجَى اللَّيلُ فرَّجْتُه | برُوحٍ تُحيِّفُ جُثمانَها |
بشَمْعٍ أُعِيرَ قُدودَ الرِّماحِ | و سُرْجٍ ذُراها وألوانَها |
غُصونٌ من التَّبْرِ قد أَزْهَرَتْ | لهيباً يُزَيِّنُ أفنانَها |
فيا حُسنَ أرواحِها في الدُّجى | و قد أكلَتْ فيه أبدانَها |
سَكِرتُ بِقُطرُبُّلٍ ليلة ً | صبَوْتُ فغازلْتُ غِزلانَها |
و أيُّ ليالي الهَوى أحسنَتْ | إليَّفأَنكرْتُ إِحسانَها |