ثَنَتْ لكَ أعطافَها والخُصورا
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
ثَنَتْ لكَ أعطافَها والخُصورا | و أعطَتْكَ أجيادَها والنُّحورا |
تصدَّتْ لناو الهوى أَنَّة ٌ | فصَدَّتْو قد غادَرَتْهُ زَفيرا |
و كانت ظباءً ترودُ اللِّوى | فأضحَتْ شموساً ترودُ الخُدورا |
فِراقٌ أصابَ جَوى ً ساكناً | فكان له يومَ سَلْعٍ مُثيرا |
و ساجي الجُفونِإذا ماسَجى | أغارَ المَهَا دَعَجاً أو فُتُورا |
أُغَرِّرُ بالنَّفسِ في حبِّه | و آلفُ منه غزالاً غَريرا |
و أَعتدُّ زَورَتَهُ في الكَرى | نوالاً لديَّو إن كان زُورا |
لقد جَهِلَ الدهرُ حقَّ الأريبِ | و مازالَ بالدَّهرِ طِبّاً خَبيرا |
عزائِمُهُ شُعَلٌ لو سطَتْ | على اللَّيلِ عادَ ضياءً مُنيرا |
إذا ما توعَّرَ خَطْبٌ سَرى | فَفلَّ سهولَ الفَلا والوُعورا |
نزورُ أغرَّ تَغارُ العُلى | عليهو يُلْفى عليها غَيورا |
إذا المجدُ أنجزَ ميعادَه | أعادَ وعيدَ اللَّيالي غُرورا |
يَعُدُّ من الأَزدِ يومَ الفَخارِ | ملوكاً حوَتْ تاجَها والسَّريرا |
يُريكَ النَّديُّإذا ما احتَبوا | بدورَ المحافلِ تحبُو البُدورا |
و تَجلُبُ من كرَمٍ في النَّدى | فإن أجلَبَ الدهرُ أضحى وَقورا |
أقولُ لمَنْ رامَ إدراكَه | و ما رامَ من ذاك إلا عَسيرا |
عزاؤُك إنْ عَزَّ نَيلُ السُّهى | و صبرُكَ لستَ تنالُ الصَّبيرا |
سلامة ُيا خيرَ مَنْ يَغتدي | سليمُ الزَّمانِ به مُستَجيرا |
إلى كَم أُحبِّرُ فيك المديحَ | و يلقَى سواي لديك الحُبورا |
لَهمَّتْ عرائِسهُ أن تَصُدَّ ؛ | و همَّتْ كواكبُه أن تَغورا |
أَتُسلِمُني بعدَ أن أوجَدَت | على نُوَبِ الدَّهرِجاراً مُجيرا |
و أسفرَ حَظِّيَ لمَّا رآك | بينيو بينَ اللَّيالي سَفيرا |
و كم قيلَ ليقد جفاكَ ابنُ فَهْدٍ | و قد كُنتَ بالوصلِ منه جَديرا |
فقلتُالخطوبُ ثَنَتْ وُدَّهُ | فلم يَبْقَ لي منه إلا يَسيرا |
سأُهدي إليك نسيمَ العِتابِ | و أُضمِرُ من حَرِّ عَتْبٍ سَعِيرا |
مَعانٍإذا ظَهَرَتْ دَبَّجَتْ | بُطونَ المديحِ له والظُّهورا |
تَبَرَّجُ للفِكْرِ أُنْساً به | و طوراً تَخَفَّرُ عنه نُفورا |
تراءَت له كسطورِ البُروقِ | و قد رامَها فشَآها سُطورا |
فيَهنِكَ أَنْ حَلَّ وَفْدُ السُّرورِ | و أزمعَ وفدُ الصِّيامِ المَسيرا |
فلا فَضْلَ للعُودِ حتّى يَحِنَّ ؛ | و لا حمْدَ للكأسِ حتّى يدورا |
فقد جدَّدَ الدَّهرُ ظِلاًّ ظليلاً | و رَوْضاً أَريضاًو ماءً نَميرا |
و حَلَّ الرَّبيعُ نِطاقَ الحَيا | فغادرَ في كُلِّ سَهْلٍ غَديرا |
هواءٌ بنا شِرُهُ حُسَّراً | فنَقسِمُه ساجياًأو حَسِيرا |
و زَهْرٌإذا ما اعتَبَرْنا النسيمَ | حَسِبناهُ يمسَحُ منه العَبيرا |
و رَوْضٌ يُراقُ بماءِ الحياة ِ | فنُوَّارُهُ يَملأُ العَينَ نُورا |
جلا البَرقُ عن ثغرِه ضاحكاً | إليهفأضحكَ منه الزُّهورا |
و سَافرَه الرَّعدُ مُستَعْطِفاً | فقد سَفَرَ الوردُ فيه سَفِيرا |
و مالَتْ من الرَّيِّ أشجارُه | كأنَّ السَّواقي سقَتْها الخُمورا |
و ولَّتْ صوادرَ منشورة ً | و قد ملأَ الحُزْنُ منه الصُّدورا |
أَوَانٌ تَحيِّيكَ أَنوارُه | رَواحاً بأنفاسِهاأو بُكورا |
و شهرٌ يُشهِّرُ ثَوبَ الثَّرى | و يَنظِمُ بالطَّلِّ فيه شُذُورا |
أعادَ عبوسَ الرُّبا نَضْرة ً | و شِيبَ الغُصونِ شباباً نَضيرا |
فسَلَّ الجَداوِلَ سَلَّ الذُكورِ | و أغمضَ للبِيضِ بِيضاً ذُكورا |
و دلَّ على عَدْلِه أننا | نَرى القُرَّ مُعتَدِلاًو الهَجيرا |
فلازِلْتَ مُغتَبِطاً ما حَيِيتَ | بِعيدٍ يُعيدُ عليك السُّرورا |
بكاسٍ بِكَفِّ خَلُوبِ اللَّحاظ | تَخلُبُ شُرَّابَها والمُديرا |
إذا هو عايَنَها بالمِزاجِ | رأى غُدرها لهَباً مُستَطيرا |
تُشيرُ إليكَ بها كَفُّهُ | و قد مثَّلَتْ لك كِسرى مُشيرا |
بحُلَّة ِ وَرْدٍإذا رَدَّها | على الشَّرْبِ عاوَدَها مُستَعيرا |
تَحُفُ بِها صُوَرٌ لاتزالُ | عيونُ النَّدامى إليهنَّ صُورا |
فلو أنَّ ميْتاً يُلاقي النُّشورَ | بِنَشْرِ المُدامَة ِ لاقَى النُّشورا |
و فِكْرٍ خواطِرُهُ أَلبسَتْ | عُلاكَ من المَجْدِ ثوباً خَطيرا |
مَحاسِنُ لو عُلِّقَتْ بالقَتيرِ | لَحَسَّنَ عندَ الحِسانِ القَتيرا |
إذا ما جَفَت خِلَعُ المادِحينَ | عليهنَّرقَّتْ فكانت حَريرا |