ليالينا بأحياءِ الغَمِيمِ
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
ليالينا بأحياءِ الغَمِيمِ | سُقيتِ ذِهابَ مُذهَبة ِ الغُيومِ |
مضتْ بكِ رأفة ُ الأيامِ فينا | و غفلة ُ ذلك الزمنِ الحَليمِ |
و غُرَّة ُ مُخطَفِ الكَشحينِ يرمي | فؤادَ مُحبِّه عن طَرْفِ رِيمِ |
و كنَّا منكِ في جَنَّاتِ عيشٍ | وَفَت حُسناً بجناتِ النَّعيمِ |
رياضُ محاسنٍ وسنا شموسٍ | و طِلُّ دساكرٍ وجَنى كُرومِ |
و أجفانٌ إذا لحظَت جُسوماً | خَلعنَ سَقامَهن على الجُسومِ |
و بينَ ملاعبِ الدَّيْرَيْنِ مَغنًى | غَنِيتُ به ودارُ أخٍ حَميمِ |
يبيتُ البرقُ يُذكِرُني خِياماً | ضُرِبنَ بها على كَرَمٍ وخِيمِ |
و ساجية َ الظِّلالِ مُقرِّطاتٍ | ظُروفَ الراحِ مِن زَنجٍ ورُومِ |
و هل يشتاقُ ظِلَّ الكَرْمِ عافٍ | ثَنى عِطْفَيه في ظلِّ الكريمِ |
مَحَتْ رسمَ الكَرى عن مُقْلَتِه | رَواسمُ لا تَمَلُّ من الرَّسيمِ |
ترومُو قَد فَرَعنَ بنا فُروعاً | من الفَيَّاضِ طَيِّبَة َ الأُرومِ |
إذا طافَت بعبدِ اللّه لاقَت | سِماتِ الحمدِ في الوَجهِ الوَسيمِ |
أَغرُّ تَشُقُّ غُرَّتُه الدَّياجي | وُضوحَ الصبحِ في الليلِ البَهيمِ |
تَقيَّلَ أوَّلَيهِفجاءَ يجري | على نَهجِ السماحِ المُستقيمِ |
عَطاءٌ قُدَّ من تلكَ العَطايا | و حِلمٌ عُدَّ من تلكَ الحُلومِ |
لك القلمُ الذي يُضحي ويُمسي | به الإِقليمُ مَحمِيَّ الحريمِ |
هو الصِّلُّ الذي لو عَضَّ صِلاًّ | لأسلَمه إلى ليلِ السَّليمِ |
دَعا الأطرافَفاجتمعَت إليه | كما اجتمَع السُّوامُ إلى المُسيمِ |
أخو حِكَمٍ إذا بدأتْ وعادَت | حكَمنَ بعَجز لُقمانِ الحكيمِ |
ملَكتَ خِطامَهافعلوتَ قَسّاً | برَونقِها وقيسَ بنَ الخَطيمِ |
نُجومٌ لا تَغورُ قَمِنْ دَرارٍ | يُسارُ بضَوئِهنَّ ومن رُجُومِ |
كحَلْي الخَودِ مُؤتَلِفِ النَّواحي | و وَشْيِ الرَّوض مُختلِفِ الرُّقُومِ |
أراك اللّهُ ما تَهوَى وشِيبَت | لك النَّعماءُ بالحظِّ الجسيمِ |
غَمامٌ مثلُ جُودك في انسكابٍ | و عيدٌ مثلُ وجهِك في قُدومِ |
و دارٌ شُيِّدت بعظيمِ قَدرٍ | يُهينُ كرائمَ النَّشَبِ العَظيمِ |
يَطوفُ المادحونَ بعَقْوَتَيها | طَوَافَهُمُ بزَمزمَ والحَطيمِ |
تقاصَرتِ القصورُ لها فأضحَت | و قد طُلنَ الكواكبَ كالرُّسومِ |
فَمِنْ شَرَفٍ على الجوزاءِ تُنبي | فَوارعُه عن الشرفِ القَديمِ |
وَ مِنْ غُرَفٍ تُضيءُ الليلَ حُسناً | فَتحسِبُها النُّجومُ من النُّجومِ |
جَزَيتُك بالذي تُولي ثناءً | يَسرُّك بين سارٍأو مُقيمِ |
و ما ذمِّي لمحمودِ السَّجايا | و ما حَمدي لذي الخُلقِ الذَّميمِ |
و ما زالتْ رياحُ الشِّعر شَتَّى | فمن ريَّا الهُبوبِ ومن سَمومِ |
تُحيِّي الصاحبَ الطَّلْقَ المُحيَّا | و تُعلِنُ شَتْمَ ذي الوَجهِ الشَّتِيمِ |
منحتُك من مَحاسِنها ربيعاً | مُقيمَ الزَّهرِ سيَّارَ النَّسيمِ |