عُذِلتُو هَلْ عَذْلُ المُتيَّمِ نافِعُه
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
عُذِلتُو هَلْ عَذْلُ المُتيَّمِ نافِعُه | و أُسمِعْتُ لو أصغَى إلى اللَّومِ سامِعُه |
تَعَرَّقَه الصَّبرُ الجَميلُو في الحَشا | رَسيسُ هَوى ً تَنْهَلُّ عنه مَدامِعُه |
و هَلْ لمُحِبٍّ طاوَعَ الشَّوْقَ دَمعُه | على بُعْدِ مَنْ يَهواهُصَبْرٌ يُطاوِعُه |
وَقَفْنا نَذودُ الدَّمْعَو الدَّمْعُ سَابحٌ | و عُجْنا نُحيِّي الرَّبعَو الشَّوْقُ رابِعُه |
فأَلبَسَني جِزعاه حُلَّة َ جازِعٍ | و جَرَّعَني ماءَ الغَرامِ أَجارِعُه |
أعاتبُ طَرْفي أن يُفيضَ دُموعَه | و إنْ جَرَّ قلبي أن تُذاعَ وَدائِعُه |
و لستُ أُضِيعُ الحَزمَ في فَيْضِ عَبرَة ٍ | لِفَقْدِ شَبابٍ ليسَ يُوجَدُ ضائِعُه |
و كم في عَدِيٍّ من كُهولٍ وفِتيَة ٍ | كِرامٍلهم كَهْلُ السَّماحِ ويافعُه |
جَزَيناهُمُ حَمْداً لحُسْنِ صَنيعِهِم | و كلُّ امرىء ٍ يُجْزَى بما هو صانِعُه |
إذا المجدُ أمسى في المُلوكِ مُفَرَّقاً | فَفِي تَغلبٍ يُمسي ويُصبحُ جامعُه |
و إن كانَ عبدُ اللّه شادَ لها العُلا | فإنَّ عَلِيّاًفي الذي شادَتابعُه |
فتى ً شَرَعَ المجدَ المُؤَثَّلَفالعُلا | مآربُهو المكرُماتُ شَرائِعُه |
فلا جودَ إلاّ ما تُفيدُ يمينُه؛ | و لا مجدَ إلاّ ما تَشيدُ وقائِعُه |
إذا وَعدَ السَّرَّاءَ أَنجَزَ وعدَه | و إن أوعَدَ الضَّرَّاءَفالعَفوُ مانِعُه |
يَحِنُّ إلى وِرْدِ المَنِيَّة ِ حاسِر | إذا حانَ عن وِرْدِ المَنيَّة ِ دَارِعُه |
هُوَ الدَّهْرُ يَجري في البَرِيَّة ِ بأسُه | ببُؤسىو تَجري بالسُّعودِ صَنائِعُه |
رمَى اللهُ أرضَ الرُّومِ منه بقاسمٍ | يَروعُ العِدا قبلَ الكَريهَة ِ رائِعُه |
يَعودُ إلى الرُّمحِ الرُّدَينيِّ ماؤُه | و يُورِقُ إن ضُمَّتْ عليه أصابِعُه |
و لمَّا تراءَى للعدوِّ مُصَمِّماً | تراءَتْ له تحتَ العَجاجِ مَصارِعُه |
فآبَ سَليبَ الغُمْضِ تَحسِبُ أنَّه | من الرُّعْبِ صَبٌّ قد أُقِضَّتْ مَضاجِعُه |
و إن عَفَتِ الأقدارُ عنهفقَد عَفَتْ | مَصايفُه منهوَ أَقْوَتْ مرابِعُه |
لِيَهْنِ الأميرَ التَّغلبيَّ قُدومُه | و فَتحٌ توالَتْ بالسُّعودِ طوالِعُه |
نَشَرْتُ له في كلِّ شَرْقٍ ومَغْرِبٍ | ثَناءً تُرَوِّي السَّامِعين بَدائِعُه |
فأيُّ لَبيبٍ ليسَ يَبسِمُ قلبُه | سُروراًإذا أَصغَتْ إليه مَسامِعُه |
مَلَكْتَ زِمامَ الدَّهْرِ في كلِّ حالَة ٍ | فليسَ يَضُرُّ الدَّهرُ مَنْ أنتَ نافِعُه |
و أومَضَ لي من جُودِ كَفِّكَ لامِعٌ | و ما الغَيْثُ إلا حيثُ يُومِضُ لامِعُه |
فأغنيتَني بالجُودِ عن كلِّ مُمْسِكٍ | أكافِحُه عن جُودِهِ وأُقارِعُه |