عفاءٌ على اللَّذَّاتِ من بعدِ فارسِ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
عفاءٌ على اللَّذَّاتِ من بعدِ فارسِ | فقد عُطِّلَتْ منه حِسانُ المَجالِسِ |
جَلا حُرَّ وَجْهٍ قد أضاءَ بثوبِه | كأنَّ سَناها فيه شُعلَة ُ قَابِسِ |
تُكَسَّرُ أصنافُ المَعازِفِ بَعدَها | كما عُقِرَ الأفراسُ بعدَ الفوارِسِ |
مضى حسَبُ الزَّفْنِ التَّليدِو أصبحَتْ | رسومُ المَلاهي كالرسومِ الدَّوارِسِ |
نعيمٌ رَمَتْه الحادثاتُ بفادِحٍ | فزالَو سَعْدٌ أردَفَتْهُ بناحِسِ |
و مُختَلَسٌ من حَومَة ِ اللَّهوِ لم تَنَلْ | مَقاتِلَه أيدي الحِمامِ المُخالِسِ |
تَسلَّبَ رَوْضُ الياسِريَّة ِ بعدَه | و كانَ جديدَ الحَلْيِغَضَّ المَلابِسِ |
و جَنَّتْ ثِمارُ الرَّنْدِ وَرْداًو طالما | تَصدَّعْنَ رَيَّاً في رِطابٍ مَوائِسِ |
يُرَدِّدُ في غَرْسِ البَطالَة ِبعدَه | عيوناً تَراه مُقشَعِرَّ المَغارِسِ |
فما للتُّقى عارٍ به مَشهَدُ الصِّبا | و كادَ المُنى كَيدَ العدوِّ المُنافِسِ |
و ما بالُ أعناقِ الكؤوسِ عَواطِلاً | و كانَتْ به في مثلِ حَلْيِ العَرائِسِ |
و ما بالُ حاناتِ العِراقِ تنكَّرَتْ | فأصبحَ منها مُوحِشاً كلُّ آنِسِ |
أرى وَرْدَها ما بين مُودٍ وذابلٍ | و ريحانَها ما بين ذاوٍ ويابِسِ |
فَدَتْكَ نَفيساتُ النُّفوسِ مِنَ الرَّدَى | و مثلُكَ يُفْدى بالنُّفوسِ النَّفائِسِ |
نَسَكْتَفلا ليلُ الغَبوقِ بِمُقْمِرٍ | عليناو لا يَومُ الصَّبوحِ بِشامِسِ |
كأنَّك لم تَحْدُ الكُؤوسَو قد حَدَتْ | طليعَة ُ ضَوْءِ الصّبحِ غيرَ الحَنادِسِ |
و لم تؤنِسِ الشَّربَ الكِرامَ بمُخطَفٍ | من الزَّنجِ حَنَّانِ الغُدُوِّ مُؤانِسِ |
و قد فَتَقَ الإِصباحُ رفق جفونِهِم | و قارعَ طيبَ الغُمْضِ قَرْعُ النَّواقِسِ |
هوى ً دَرَسَتْ أعلامُه فكأنما | تَرامَتْ به أيدي الرِّياحِ الرَّوامِسِ |
و رَبْعٌ شَكا من فُرقَة ِ اللَّهوِ ما شَكَتْ | رُبوعُ التَّصابي من فِراقِ الأَوانِسِ |
فليسَ هَزارُ الشَّدْوِ فيه بناطِقٍ | و ليسَ قَضيبُ الرَّقصِ فيهِ بمائِسِ |
أَأَرغَبُ في اللَّذَّاتِ من بعدِ فارسِ | و قد رُمِيَتْ من نُسكِهِ بالدَّهارسِ |
فتبّاً لهاإذ تابَ من نَقْرِ دُفِّهِ | و لا سُقِيَت صَوبَ الغُيوثِ الرَّواجِسِ |