أَكُفُّ تَغلبَ أنواءُ الحَيا الجاري ؛
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
أَكُفُّ تَغلبَ أنواءُ الحَيا الجاري ؛ | و نارُ بأسِهِمُ أذكى من النارِ |
و الحمْدُ حَلْيُ بني حَمدانَ تَعرِفُهُ ؛ | و الحقُّ أبلَجُ لا يُلقى بإنكارِ |
قَومٌإذا نَزَلَ الزُّوَّارُ ساحَتهم | تَفَيَّؤُوا ظِلَّ جَنَّاتٍ وأنهارِ |
مُؤمَّرونإذا ثارَتْ قرومُهُمُ | أَفْضَتْ إلى الغاية ِ القُصوى من الثَّارِ |
فكلُّ أيامِهم يومُ الكِلابِإذا | عُدَّتْ وقائِعُهُمأو يومُ ذي قارِ |
تتابَعَتْ بركاتُ اللّهِ نازلَة ً | على أبي البَركاتِ المانعِ الجارِ |
على الحَيا الغَمْرِ والبَحْرِالذي رسَبَتْ | فيه جواهرُهو الضَّيْغَمِ الضَّاري |
على الأميرِ الذي أضحَتْ مناقبُه | مِثلَ النُّجومِتُضيءُ اللَّيلَ للسَّاري |
إذا عزَمْتَ على إحصائِها ازدَحَمَتْ | فكاثَرَتْ مِدَحي فيهو إكباري |
و هل يُقاسُ فضاءُ البحرِ مُنحَرِفاً | بأذرُعٍ قصَّرَتْ عنه وأَشبارِ |
أصبحْتُ أُظْهِرُ شُكراً عن صَنائِعِه | و أُضْمِرُ الوُدَّ فيها أيَّ إضمارِ |
كيانعِ النَّخْلِ يُبْدي للعيون ضُحًى | طَلْعاً نَضيداًو يُخْفي غَضَّ جُمَّارِ |
أَأَكرمَ النَّاسِ إلاَّ أن تُعَدَّ أباً | فاتَ الكِرامَ بآباءٍ وآثارِ |
أشكو إليكَ حَلِيفَيْ غارة ٍ شهَرَا | سَيفَ الشقاقِ على دِيباجِ أشعاري |
ذِئْبَيْنِ لو ظفرَا بالشِّعرِ في حَرَمٍ | لَمَزَّقاهُ بأَنيابٍ وأَظفارِ |
سَلاَّ عليه سيوفَ البَغْيِ مُصْلَتة ً | في جَحْفَلٍ من شَنيعِ الظُّلْمِ جرَّارِ |
و أرخصَاهُفقُلْ في العِطرِ مُنْتَهبَاً | لديهِمايُشتَرى من غَيرِ عَطَّارِ |
لَطائِمُ المِسْكِ والكافورِ فائحة ٌ | منهوَمُنْتَهبُ الهِنديِّ والغارِ |
و كلُّ مُسفِرَة ِ الألفاظِ تَحسَبُها | صفيحة ً بين إشراقٍ وإِسفارِ |
أَرَقْتُ ماءَ شبابي في مَحاسِنِها | حتى تَرقرَقَ فيها ماؤُها الجاري |
كأنَّما نَفَسُ الرَّيحانِ يَمْزُجُهُ | صَبَا الأصائلِ من أنفاسِ نَوَّارِ |
باعا عرائِسَ شِعْري بالعراقِفلا | تَبْعَدْ سَباياهُ من عُونٍ وأبكارِ |
مجهولة ُ القَدْرِ مظلومٌ عَقائِلُها | مقسومَة ٌ بين جُهَّالٍ وأغمارِ |
و ما يَضرُّهُماو الدُّرُّ ذو خَطَرٍ | إن حلَّياهُ ملوكاً ذاتَ أخطارِ |
و ما رأى الناسُ سَبْياً مثلَ سَبْيِهِما | بِيعَتْ نَفيسَتُه ظُلماً بدينارِ |
إذا كساكَ ثيابَ المَدحِ سالبُها | يَوماًفإنَّكَ أنتَ المكتسي العاري |
و اللّهِ ما مدَحا حيّاًو لا رَثَيا | مَيْتاًو لا افتَخَرا إلا بأشعاري |
إن توَّجاكَ بدُرٍّفهو من لُجَجي ؛ | أو ختَّماكَ بياقوتٍ فأحجاري |
هذاو عنديَ من لفظٍ أُشَعشِعُهُ | سُلافة ٌ ذاتُ أضواءٍ وأنوارِ |
كريمة ٌ ليسَ من كَرْمٍو لا التثَمَتْ | عروسُها بخِمارٍ عندَ خَمَّارِ |
تَنشُو خِلالَ شِغافِ القلبِإن نشأَتْ | ذاتُ الحَبابِ خِلالَ الطِّينِ والقارِ |
لم يبقَ لي من قريضٍ كان لي وَزَراً | على الشَّدائدِإلا ثِقْلُ أوزاري |
أراه قد هُتِكَتْ أستارُ حُرمَتِه | و سائرُ الشِّعرِ مستورٌ بأستارِ |
كأنه جَنَّة ٌ راحَتْ حدائقُها | من الغَبِيَّينَ في نارٍ وإِعصارِ |
عارٍ من النَّسَبِ الوضَّاحِ مُنتَسِبٌ | في الخالديَّة ِ بين الذُّلِّ والعارِ |
و ما أَظُنُّ دَعِيَّ الأردِ يُنْصِفُني | حتى تموجَ به أمواجُ تَيَّاري |
غضبانُيستُرُ عني وجهَه بِيَدٍ | وَدِدْتُ لو سُمِّرَتْ فيه بمسمارِ |
لقد تحيَّفَ شِعْري مًعْشَرٌ عَرَرٌ | منهم قريبٌو منهم نازحُ الدَّارِ |
يُفوِّقونَو نَبْلي في كِنانَتِه | إليَّ كُلَّ كليلِ النَّصلِ خَوَّارِ |
و لو تفوَّقَ سَهْمي راكباً وَتَراً | يوماً لطال عليهم نَقْضُ أوتاري |
إياكُمُ أن تَشِيمُوا برقَ غاديَة ٍ | مُسِفَّة ٍ بذُعافِ السُّمِّ مِدرارِ |
و لا يَغُرَّنَّكُمْ أمطارُ مُبتَسِمٍ | يُزجي الصَّواعِقَ في أثناءِ أمطارِ |
فالسَّيفُ يُبدي ابتساماً عند هَزَّتِه | و قد أَسَرَّ المنايا أيَّ إسرارِ |
و ما رأيتُم شُجاعاً قبلَ رؤيَتِه | قَراكُمُو هو مُودٍشَهْدَ مُشتارِ |
يَبُرُّ مِنكم شَباباً ما لَهم حزَنٌ | على الصِّباو شيوخاً غيرَ أبرارِ |
مَنْ كان يَعجَزُ عن سَهلي إذا استَبَقَتْ | خَيلُ القَريضِفكم تُجتابُ أوعاري |
و هل يَقومُ لجَمْعي حينَ أُضرِمُهُ | مُغرَّرٌ عن زِنادِ قلبُهُ واري |
لو كُنتُمُ العنبرَ الوَردَ الشَّبيهَ به | و المنْدَلَ الرَّطْبَشَبَّتْ منكُمُ ناري |
لكِنَّكُمْ حَطَبٌ بالٍ تحرِّقُهُ | سَعيرُ شَمْسِ الضُّحى من قبلِ أشعاري |