أَمِنَ المُدامَة ِ تَنْثَني سُكْرا
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
أَمِنَ المُدامَة ِ تَنْثَني سُكْرا | أَم قد سقَتْكَ جُفونُها خَمرا |
نثرَتْ فَريدَ الدَّمْعِ حينَ رَأَتْ | صَبّاً يُقادُ إلى الرَّدى نَثرا |
إنَّ الوَداعَو إن سَعِدْتَ به | لَيَزيدُ كامنَ لوعتي حَرّاً |
لمَّا رَأَتْ للبَيْنٍ رائِعَة ً | تَطْوي الوِصالَو تَنشُرُ الهَجْرا |
ضاقَتْ بأدمُعٍها الجفونُ كَما | ضاقَ المودِّعُ بالهَوى صَدْرا |
و إذا رَأَيْتَ نوالَهم ثَمَداً | فالحظُّ بينَ طِلابِكَ البَحرا |
اكفُفْ يَديْكَ عَنِ اللَّئامِو لو | أضحَتْ يَداكَ من الغِنى صِفْرا |
و إلى الأميرِ سرَيْتُ مُرتَدياً | بعزيمَة ٍ تَدَعُ الدُّجى فَجْرا |
و أَغَرَّ نهدٍ لو طَلبتُ به | شأوَ الجنائبِ بَذَّها حُضْرا |
طِرْفاًإذا ما اختالَخِلْتَ به | صَلَفاً من الإعراضِأو كِبْرا |
يُنسيكَ صِبغُ أديمِه الخَمرا ؛ | و تُريكَ غُرَّة ُ وَجْهِه البَدْرا |
لا يستَقِرُّ كأَنَّ أَربعَه | فُرْشٌ يَطَا من تَحتِها الجَمرا |
و كأنَّهلمَّا كتَسى عَرَقاً | ورَقُالشَّقائقِ يَحمِلُ القَطرا |
يجري ويَعطِفُه العِنانُ كما | عُطِفَ القَضيبُ وقد غدا نَضْرا |
حَمَدَ العُفاة ُفطالَ حمدُهمُ | بنَدى الأميرِ عليٍّ الدَّهرا |
أدنَى المَكارِمَو هيَ نازِحَة ٌ | بالجودِ منهو شرَّدَ العُسْرا |
نشَرَتْ له غُرُّ الصَّنائعِ في | شَرقِ البلادٍ وغربِها ذِكْرا |
و النَّوْرُإن جادَ الغَمامُ به | حملَتْ له ريحُ الصَّبا نَشْرا |
يَلقاهُ راجي الجُودِ مُبْتَسِماً | سهْلَ الخلائقِ لابِساً بَدْرا |
عَزَماتُهفي كلِّ مُظلِمَة ٍ | سيفٌ يُضيءُ البدوَ والحَضرا |
يقظانُ ينتجعُ الحتوفَ وقد | جعَلَ السَّبيلَ إلى العُلى الصَّبرا |
في فِتيَة ٍجعلوا مَعاقِلَهم | بِيضَ الصَّفائحَ والقَنا السُّمرا |
يَرِدُ النَّدى وِرْدَ الظِّماءِ على | نَهَلٍ يُبَرِّدُ منهمُ الحرَّا |
بمُثَقَّفاتٍ يُحتَمَلْنَو قَد | حملَتْ نُجوماً في الوَغى زُهرا |
و صَوارمٍ خُضْرٍ مَضارِبُها | تَكْسو الرِّجالَ عَمائماً حُمْرا |
فكأَنَّ أَطرافَ القَنا حَدَقٌ | تَرنُو إلى مُقَلِ العِدا شَزْرا |
و كأَنَّ سابِغَة َ الدُّروعِ ضُحى ً | غُدْرٌ تَمرُّ بها الصَّبا مَرَّا |
قَومٌإذا اسْوَدَّ الزَّمانُ غَدَتْ | أَيمانُهُم بفِعالِهِم غُرَّا |
سادواو سادَهمُ أبو حَسَنٍ | بِعُلى ً تَزِينُ النَّظمَ والنَّثرا |
مَلِكٌإذا استُلَّتْ صَوارِمُه | ذهبَتْ دماءُ عِداتِهِ هَدرا |
ظَلَمَ العِدا والمالَحين سَطا | بأساًو أتبع نائلاً غَمْرا |
لا زالَ يَظلِمُ في سَطاه وفي | نَفَحاتِه الأعداءَ والوَفرا |