وَ هي الشُموسُ فإنْ رأينَ طَوالِعا
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
وَ هي الشُموسُ فإنْ رأينَ طَوالِعا | يَضحكْنَ في الفَودَين عُدن أوافِلا |
وَ لَطَالَما عَقَلَ الشبابُ شَوارداً | منهنَّ لي في ظلِّه وعَقائِلا |
يَمسحْنَ جَعدَ غَدائريو كأنَّما | يَمسَحْنَ بالمِسكِ الذكيِّ سَلاسِلا |
بيني وبينَ الجاهلَينِ ضَغائنٌ | خُزرُ النَّواظِرِ يقتضين طوائلا |
فَلَئِنْ عفوتَ لأُسْدِيَنَّ عَوارفاً ؛ | وَ لئِن سَطوتُ لأُسدِينَّ زَلازِلا |
صَهَلا بشِعري مُقرِفَينِ فكُذِّبا | إنَّ المَقارِفَ لا يَكُنَّ صَواهِلا |
و تَناهبا منه دمي فرَجَعنَ دا | مية َ النحورِ عواطلا |
في غارة ٍ لم تَسقِ ظَمآنَ الثَّرى | عَلَقاً ولم تُغشِ السَماءَ قَساطِلا |
كانَت لأشرافِ الملوكِ حَلائِلاً | فغدَت لأَنباطِ العِراقِ حَلائِلا |
الدّهرُ يعلَمُ أنني زاحمتُه | بأشدَّ منه في الشّدائد كاهلا |
و هَزَزْتُ إبراهيمَ فيهو إنَّما | أعملتُ فيه مُهَنَّداًأو عَامِلا |
و السيفُ ليسَ تَهُزُّه يدُ فارسِ | إلا إذا كان الحُسامَ القاصِلا |
رَدَّ السماحَ أنيقة ً أيامُه | حتَّى اشتبهنَ أَواخِراً وأَوائِلا |
و أَحلَّه الشرفُ الرفيعُ هِلالَه | فغَدا وراحَ به هِلالاً مَاثِلا |
بحرٌ لَقِيتُ نَوالَهفتلاعَبتْ | بيَ غَمرة ٌ لم أَلْقَ فيها سَاحِلا |
و فتى ًإذا هَزَّ اليَراعَ حَسِبْتَه | لِمَضَاءِ عَومتِهيهزُّ مَناصِلا |
من كلِّ ضافي البُردِ ينطِقُ راكباً | بلسانِ حامِلهو يَصمُتُ رَاجِلا |
و أَرى الدروعَ معاقلاً فإذا انتَقى | آراءَه يوماًفلسنَ مَعاقِلا |
يرمي الخُطوبَ بصائباتِ عَزائمٍ | أضحَت لها جُنَنُ الخطوبِ مَقاتِلا |
و لكم شجاعٍ في النوائبِ لم يكن | لحمائلِ السيفِ المهنَّدِ حَامِلا |
فرَضَت عليه المكرُماتُ فَرائضاً | للمَجدِ أدَّاهاو زادَ نَوافِلا |
لولاه طالَ على المدائحِ أن تَرى | طَولاً تلوذُ بظِلِّهِ أو طائِلا |
فإذا لَقِيتَ أخا المكارِمِ قائلاً | لم تَلقَ إبراهيمَ إلاّ فَاعِلا |
و إذا السحابُ رأَت أناملَ كَفِّهِ | تَنهلٌّودَّت أن تكونَ أَنامِلا |
كم روضَة ٍ للمَجدِ زاهرة ِ الرُّبا | ظَمِئَت إليك فكنتَ غَيثاً هَاطِلا |
لمّا تَبَسَّمَ في فَنائِك نَورُها | أجريْتَ بالمعروفِ فيه جَداوِلا |
فاضَت عليَّ سِجالُ كفِّك بالنَّدى | حتى ظَننتُك بالغَمامِ مُساجِلا |
فوَقفتُ نفسي عن سِواك ومَنطِقي ؛ | إن المَطَالِبَ يَختَلِفنَ مَنازِلا |
للّهِ أنتَ إذا بَرقْتَ لآملٍ | و سَقَيتَ أخلافَ السَّحابة ِ آمِلا |
أخلَفتَ سَحبانَ الفَصاحة ِ وعدَه | و غَدوتَ تُؤثِرُ بالعِناية ِ باقِلا |
حلَّيتَ بعضَ الناسِ من ألفاظِه | حَلياً يروحُ به المُحلَّى عاطِلا |
وَحَرَمْتَهُ الراحَ التي رَوَّقْتَها | وسقيتَه بالكُرهِ سُماً قاتِلا |
و الخَصمُ يعجَزُ عن جِدالِك هيبة ً | حتى يَنوبَ الشعرُ عنه مُجادِلا |
فيكونَ طَوراً في مديحِك صادقاً | و يكونَ طَوراً في عِتابِك عاذِلا |
و مِنَ العَجائِب أَن تَراه هَواجِراً | و لقد بعثتُ به إليك أصائِلا |
لا تأنفَنَّ من العِتابِ وَ قَرصِه | فالمِسكُ يُسحَقُ كي يَزيدَ فَضائِلا |
ما حُرِّقَ العُودُ الذي أَشبهتَه | خطأًو لا عمَّ البَنَفسجُ باطِلا |
حاشاكَ أن يلقَى القريضُ سَمائماً | و نَداك يَلقاه صَباً وشَمائِلا |
ما كنتَ إلا السَّمهريَّ هَزَزْتُه | فوجدْتُه لَدنَ المهزَّة ِ ذَابِلا |
بغرائبٍ مثلِ السيوفِ إضاءة ً | وجَدَت من الفِكَرِ الدِّقاقِ صياقِلا |
فلو استعارَ الشيبُ بعضَ جمالِها | أضحَى إلى البِيضِ الحِسان وَسائِلا |
جَاءَتكَ بين رَصينة ٍ ودَقيقة ٍ | تُهدي إليك مَطارفاً وغَلائلا |