عِشْ مدَى الدَّهْرِيا أبا إسحاقِ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
عِشْ مدَى الدَّهْرِيا أبا إسحاقِ | و وَقاكَ الخطوبَما عشتَو اق |
فلقَد أطلقَتْ يَمينُكَ جُوداً | كانَ من قبلَ مُوثَقاً بوِثاقِ |
إنَّ داراً تَضُمُّ أخلاقَكَ الغُرَّ | لَدارُ الجِنانِ غيرَ اختلاقِ |
مَنزِلٌ كالرَّبيعِ حَلَّتْ عليه | حالياتُ السَّحابِ عِقْدَ النِّطاقِ |
يُمْتِعُ الطَّرْفَ من طَرائِفِ حُسْنٍ | يَتَجافى بها عن الإطراقِ |
بينَ ساجٍ كأنَّه ذائبُ التِّبْ | رِ على مِثلِ ذائبِ الأوراقِ |
و عَذارَى كأنَّهُنَّ مِنَ الحُس | نِعَذارَى سَفَرْنَ للعُشَّاقِ |
تَتلاقى رؤُوسُها لِتَدانٍ | و تَناءَى جُسومُها لافتراقِ |
حَلِيَتْ من ثِمارِهافتَراءَتْ | حالياتِ النُّحورِ والأَعْناقِ |
تَخْرُقُ المُزْنَ والتُّرابَ إلى الما | ءِ بتلكَ الفُروعِ والأعراقِ |
فَلِماءِ البُحورِإذ رَسَخَتْ في | هِو ماءِ الغَمامِ فيه تَلاقَي |
كيفَ قابَلتَها أَرَتْكَ رِياضاً | و سَماءً مُخَضَرَّة َ الآفاقِ |
يَنثُرُ الرِّيحُ حَلْيَهافَتراه | نَهْبَ أيدي العُفاة ِ والطُّرَّ اقِ |
بِدَعٌلو تحقَّقَتْ ببَقاءٍ | كُنَّ أَولى من الحِلَى بالحِقاقِ |
و إذا كانَتِ الجواهِرُ للزِّي | نَة ِ كانَتْ جَواهِرَ الأرزاقِ |
فكأنَّ الطَّلْعَ النَّضيدَ جُفونٌ | يَتَصَدَّعْنَ عن سُيوفٍ رِقاقِ |
صَنَعَتْ فوقَها التماثيلَ أيدٍ | عاجِزاتٌ عن صَنعَة ِ الخَلاَّقِ |
مِنْ وَجوهٍ مثلِ البدورِ صِباحٍ | و قُدودٍ مثلِ الغُصونِ رِشاقِ |
أَلْبَسَتْها مَحاسِنَ الخَلْقِ لَمَّا | عَجِزَتْ عن مَحاسِنِ الخلاقِ |
فإذا ما الرِّياحُ حرَّكْنَ منها | خَيَّلَتْ أنَّ خَيْلَها في استباقِ |
و تَراءَتْ أُسودُها واثِباتٍ | مُبْدِياتٍ خَناجِرَ الأشداقِ |
يَغْتَدي بينَها الفُهودُ على الغِز | لانِ خُزْرَ العُيونِ سُودَ المآقي |
حَيوانٌ بلا حَياة ٍفمنه | حائِدٌ عن مَنِيَّة ٍ ومُلاقي |
وقِيانٌ مَنَعْنَ أسماعَنا الحظْ | ظَ وَوَفَّرْنَه على الأَحْداقِ |
و رِياضٌ لم يُنْشِ زَهرَتَها التُّر | بُو لم يَسْقِها منَ الغَيْثِ سَاقِي |
فتَمَلَّ السُّرورَما عِشْتَ فيه | باصطباحٍ من لَذَّة ٍ واغتباقِ |
و ثَناءً زُفَّتْ إليكَ عَذارا | هُفليسَت مَرُوعة ً بِطَلاقِ |