ها إنَّها خُطَطُ العَلياءِ والكَرَمِ
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
ها إنَّها خُطَطُ العَلياءِ والكَرَمِ | و أينَ سَافِرَة ُ الأَخلاقِ والشِّيَمِ |
رِباعُ مَجدٍ بها من أهلِها عَبَقٌ | مُخَبِّرٌ عن فِراقٍ منهمُ أَممِ |
آثارُ واضِحَة ِ الآثارِ تُذْكِرُنا | عَوائِدَ الدَّهْرِ في عادٍ وفي إِرَمِ |
إذا تأمَّلَها الزَّورُ المُلِمُّ ثَوى | يَحُطُّ بالدَّمْعِ أثقالاً منَ الأَلمِ |
عَهْدي بهاو الليالي الغِيدُ تابعة ٌ | أيامَها البيضَ بينَ الخَفضِ والنِّعَمِ |
إذِ الزَّمانُ بها جَذلانُ مُبتَسِمٌ | مُتوَّجٌ بِعُلًى جَذلانَ مُبتَسِمِ |
أيامَ تَلحَظُها الأيامُ خاشِعَة ً | لَحْظَ الحَجيجِ حَرامَ الصَّيدِ في الحَرَمِ |
و الوِرْدُ نوعانِ من عَفْوٍ ومن نِعَمٍ | و الوَفدُ ضَربانِ من عُرْبٍ ومن عَجَمِ |
أينَ الشَّمائِلُ يرتاحُ الثَّناءُ لها | والسُّوقُ تَنفُقُ فيها حِلْيَة ُ الكَلِم |
للّهِأيُّ حُسامٍ فَلَّ مَضْرِبُه | مَضارِبَ المُرهَفَيْنِالسَّيفِ والقَلَمِ |
خَطْبٌوَ هَي عَرْشُ غسَّانٍ بهو غدَتْ | تيجانُ حِمْيَرَ من واهٍ ومُنْصَرِمِ |
أَعَلَّ دِجلَة َفانحَطَّتْ غَوارِبُها | و اصفرَّ من جانِبَيْها مُورِقُ السَّلَمِ |
أَبْنَاءَ فَهْدٍ تَولَّى العِزُّ بعدَكُمُ | فما أرى خائفاً يأوي إلى عِصَمِ |
أَعْزِزْ عليَّ بأن راحَت ديارُكُمُ | مَثوَى الهُمومِو كانَتْ مَسرَحَ الهِمَمِ |
كم في قبورِكُمُ من عارِضٍ هَطِلٍ | و صارِمٍ فَلَّ حَدَّ الصَّارِمِ الخَذِمِ |
و من غَطارِفَة ٍ شُمٍّ أنوفُهُمُ | يَلقَوْنَ قبلَ الشِّفاهِ الماءَ بالشَّمَمِ |
أَكُلَّ يَوْمٍ له ثاوٍ يُقالُ له | و قد تباعَدَلا تَبعَدْ ولا تَرِمِ |
و مُلحَدٌ ساخَ في أحشائِهِ عَلَمٌ | من المَكارمِبل نارٌ على عَلَمِ |
قبرٌ له من عيونِ المُزْنِ صَوبُ حياً | و من عُيونِ بني الآمالِ صَوبُ دَمِ |
يجري النَّسيمُ على أرجاءِ تُربتِهِ | تَحيَّة ً لَطُفَتْ من بارىء ِ النَّسَمِ |
ذَمَمْتُ عَهْدَ اللَّيالي في تَحَيُّفِكُمْ | و لم تَزَلْ في العُلى مذمومة َ الذِّمَمِ |
و قلتُ للدَّهْرِإذ غالَتْ غَوائِلُه | محمداًسَوفَ تَثوي غابرَ النَّدَمِ |
فتى ً أباحَ ذوي الإعْدامِ تالِدَه | و راحَلولا ازديادُ الحَمْدِ بالعَدَمِ |
مَنْ هَزَّة الرُّمْحِ أحلى في نواظِرهِ | من هَزَّة ِ الغُصْنِ بين الوَرْدِ والعَنَمِ |
ما كانَ جُودُكإذ وَلَّتْ سَحائِبُه | و فضلُ حِلْمِكَ إلا بُرهَتَيْ حُلُمِ |
قُلْ للشَّوامتِمهلاً ليسَ بينَكُمُ | و بينَ عادية ِ الأيامِ مِنْ رَحِمِ |
هي الرَّزِيَّة ُ مَنْ يَصبِرْ لفادحِها | يُؤجَرْو مَنْ يَتَحامَ الصَّبرَ لم يُلَمِ |
أبا الفوراسِ تسليماًو أيُّ فَتًى | لاقَى الحوادِثَ إلا مُلْقِيَ السَّلَمِ |
و يا أبا الحسَنِ اسْتُنَّ العَزاءُ فقد | رَأَيتَ ما سَنَّتِ الأيامُ في الأُمَمِ |
ليس الثناءُ له رُكنانِ مثلُكُما | و إن تباعَدَ قُطراهُبمُنهَدِمِ |
سأجعلُ المَدْحَ فيكم جُلَّ مأرُبتي | و هل يَعافُ زهيرُ المَدْحَ في هَرِمِ |
مُصَدَّقُ القَولِ مَصدوقُ الظُّنونِ بكم | فالجُودُ مِلءُ يدي والصِّدْقُ مِلءُ فَمي |
إذا رأيتَ القَوافي الغُرَّ سائرة ً | فإنَّهُنَّ رياحُ الطَّوْلِ والكَرَمِ |
كَذا النَّسيمُ إذا فاحَتْ روائِحُه | فإنما هو شُكْرُ الرَّوْضِ للدِّيَمِ |