أقولُ لحنَّانِ العَشيِّ المُغَرَّدِ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
أقولُ لحنَّانِ العَشيِّ المُغَرَّدِ | يهُزُّ صفيحَ البارقِ المتوقِّدِ |
تَبَسَّمَ عن رَيِّ البلادِ حَبيُّه | و لم يبتسمْ إلا لإنجازِ مَوْعِدِ |
على الشَّرَفِ المعمورِ بالعَمْرِفالرُّبا | فتلكَ الثَّنايافالطريقِ المعبَّدِ |
فسُودِ اللَّيالي من بَنِيَّة ِ جَعْفَرٍ | فَدِمنَة ِ آثارِ الخليفة ِ أحمدِ |
بِصَفحَة ِ مصقولِ الأديمِكأنَّما | سَفائِنُهُ رُبْدُ النَّعامِ المُشرَّدِ |
شَوائِلُ أذنابٍ يُخَيَّلُ أنَّها | عَقارِبُ دَبَّتْ فَوقَ صَرْحٍ مُمَرَّدِ |
فمَشهَدُ عمروٍ حيثُ يُلْعَنُ ظالِمٌ | و تَبْكي على المظلومِ آلُ محمَّدِ |
مَحلُّ الهَوى العُذريِّ في غَيرِ حِلَّة ٍ | و عَهْدُ الشَّبابِ الغَضِّ في غَيرِ مَعهدِ |
مَضَت نَومَة ُ التَّعريسِ في ظلِّ أمنِهِ | و أعقبَها ليلُ السَّليمِ المُسَهَّدِ |
أمُجُّ له العَذْبَ النَّميرَكأنَّه | مُجاجة ُ مُحمَرِّ الحماليقِ أسوَدِ |
و لا وَصْلَ إلا أن أروحَ مُغَرِّراً | بأدهمَ في تَيَّارِ أخضرَ مُزبِدِ |
إذا ما أَهَلَّ الرَّكْبُ فيه جَرَى لَهُم | على سَنَنٍ كالمَشرَفيِّ المُجرَّدِ |
إذا ما ارتدَى اللَّيلَ البَهيمَفإنَّني | بلَيْلَينِ منه والدُّجُنَّة ِ مُرتَدي |
أرى بلداً يشكو منَ الماءِ مثلَ ما | شَكا الغِمْدُ من حَدِّ الحُسامِ المُهَنَّدِ |
تَحيفَ غَربيَّ القصورِ كأنَّما | رُمينَ على الأيَّامِ منه بمِبرَدِ |
مُكَفَّرَة ُ الجُدرانِ للمَدِّ لا تَني | تَخُرُّ عليه من رُكوع وسُجَّدِ |
و عَهْدي بها مثلُ الفَراقدِ تُنْتَضى | ذَوائِبُها ما بينَ نَسْرٍ وفَرقَدِ |
بقيَّة ُ أبشارِ البناءِ كأنما | تَصوغُ لها الآصالُ تِيجانَ عَسجَدِ |
فيا سطوة َ الأيَّامِ عُودي لسِلْمِها | كما كنتِ قبلَ اليومِ مَغلولة َ اليَدِ |
و يا جانِبَيْها بالمُناخِ سُقيتُما | بأعذبَ ممَّا يُسقَيانِ وأبرَدِ |
و يا ديْرَها الشَّرقيَّ لازالَ رائحٌ | يَحُلُّ عُقودَ المُزنِ فيكَ ويَغتدي |
مَوارِدُ لَهْوٍ صَفَّقَتْ في ظِلالِها | مَوارِدُ من ماءِ الكرومِ مُوَرَّدِ |
عليلَة ُ أنفاسِ الرِّياحِكأنَّما | يُعَلُّ بماءِ الوَرْدِ نَرجِسُها النَّدي |
يَشُقُّ جيوبَ الوَرْدِ في شَجَرَاتِها | نَسيمٌ متى يَنْظُرْ إلى الماءِ يَبرُدِ |
و ملعَبُ إفرِنْدِيَّة ِ الرَّوْضِ يَعْتَلي | عليه خَلوقيُّ البِناءِ المُشَيَّدِ |
صوامعُ في سَروٍ أنافَ كأَنها | قِبابُ عقيقٍ في قِبابِ زَبَرْجَدِ |