أُحَذِّرُكُمْ أمواجَ دجلة َإذ غدَتْ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقة واحدة
.
أُحَذِّرُكُمْ أمواجَ دجلة َإذ غدَتْ | مُصَنْدَلَة ً بالمَدِّ أمواجُ مائِها |
وظلَّتْ صِغارُ السُّفنِ ترقُصُ وسطَها | كَرَقْصِ الريح عندَ انتشائِها |
فكم من غريقٍ قد رأيتُ رِداءَهُ | تجُولُ مجالَ الطِّرْفِ فوقَ رِدائِها |
وما أنْسَ من يومٍ ذَممتُ صنيعَه | فما أنسَ يومي واقفاً بفِنائِها |
وقد عصفتْ بالجسرِ ريحٌ فأقبلتْ | سفائِنُهُ تَعْوَجُّ بعدَ استوائِها |
فمن مُهجَة ٍ تَرتاعُ عندَ انخفاضِها | وسبَّابَة ٍ تهتزُّ عندَ اعتلائِها |
تُفرِّقُها هُوجُ الرِّيَاحِ وتَعتلي | رُبا الموجِ من قُدَّامِها وورائِها |
فهنَّ كدُهْمِ الخيلِ جالتْ صفوفُها | وقد نشَرتها روعة ٌ من ورائِها |
ودجلة ُ كَدْراءُ الأديمِ سفيهة ٌ | تعافُ سجايا حَملِها وصفائِها |
كأنَّ صنوفَ الطَّيرِ عاذَتْ بأرضِها | وقد سامَها ضَيْماً أُسُودُ سمائِها |
أوالسَّبَجَ المسوَدَّ حُلَّتْ عقودُه | على تُربة ٍ محمرَّة ٍ من فَضائِها |