وشاحبِ اللِّبسة ِ والأَعضاءِ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقة واحدة
.
وشاحبِ اللِّبسة ِ والأَعضاءِ | أشعثَ نائي العَهدِ بالرَّخاءِ |
أفضى به العُدْمُ إلى الفَضَاء | فوجهُه للضِّحِّ والهواءِ |
أغبرَ يحوي الرزقَ من غَبراءِ | خَفيفة ٍ ثقيلة ِ الأرجاءِ |
كأنَّها هَلهلة ُ الرِّداءِ | كلَّفها لحظَ بناتِ الماءِ |
بأَعيُنٍ لم تُؤتَ من إغضاءِ | كثيرة ٍ تُربى على الإحصاءِ |
وأقبلَتْ تملأُ عينَ الرائي | بكل صافي المتنِ والأحشاءِ |
أبيضَ مثلِ الفِضَّة ِ البيضاءِ | أوكذِراعِ الكاعبِ الحسناءِ |
فحازَإذ خاطرَ بالحوباءِ | سعادة َ الجَدِّ من الشَّقاءِ |
حَلَّ لنا في حُلَّتَي عَناءِ | من صنعة ِ الإذلاجِ والإسراءِ |
والصُّبحُ حِملٌ في حَشا الظَّلماءِ | ونحن نُذكي شُعَلَ الصَّهباءِ |
فمرَّ والأوتارُ في مِراءِ | يَحمِلُ مِثلَ زُبدَة ِ السِّقاءِ |
أطلقَه من لُجَّة ِ خَضراءِ | في لُجَّة ٍيلعبُ في ضياءِ |
كأنه مُلقًى على الحَصباءِ | ينظُرُ من ياقوتَة ٍ زَرْقاءِ |
في جَوْشَنٍ مُفَضَّضِ الأَثناءِ | قُدَّ لها من جَوْنَة ِ الضَّحاءِ |
أومن حَبيرِ مُزنَة ٍ غرَّاءِ | غداؤنا بوركَ من غَذَاءِ |
نُؤثرُه في الصَّيفِ والشِّتاءِ | على القَديدِ الغَضِّ والشُّواءِ |
رِزْقاً رُزِقْناه بلا عَناءِ | نَعُدُّه من سابغِ النَّعماءِ |