تبسّم عن حلو الرضاب شهيه
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
تبسّم عن حلو الرضاب شهيه | روينا صحيح الحسن عن جوهريه |
وأقبل وضّاح السنا متبسماً | فأفصح عن قمريه قمريه |
وغنى وقد مالت به نشوة الصبا | نديمي ماس الغصن في سندسيه |
فلم أر أحلى منه غصناً ترنمت | على ورق الديباج ورق حليه |
و بدراً له في العرب والترك نسبة | دعتني إلى داني الهوى وقصيه |
يهز علي الرمح من علوية | قواماُ ويرمي السهم من فحقيه |
و يسكر عقلي خده بمدامة | سقاها لغيثى من إنا عسجديه |
فيالك من دينار خد قد انتمى | يحاكيه من حسنى الى يوسفيه |
تطلبت بالإخلاص في الحب عدنه | وتبت يد العذّال في لهبيه |
و اني لتصفو لي المدامة باسمه | ولائم سمعي فيه مثل صفيّه |
و صبرني الواشي فيا لمصبر | قتيل بمسنون اللحاظ مشيه |
و كيف يلذ الصبر عن ثغر باسم | جرى الريق بالذكرى على سكريه |
نأى ولمن لم يألف العشق غادر | فما عذر عذري الغرام وفيّه |
و إن فاتني ماء الحياة بثغره | فكم نصبٍ لاقيت من دون ريه |
و رب مدام بيننا قد أدارها | بنان مداميّ اللماء عليّه |
غزاني بخديه بياض وحمرة | فويلاه من قيسيه يمنيه |
و آهاً على سر الصبا بظلامه | فلا كان شيب فاضح بنقيه |
و لا قيدت عن مصر قافية الحيا | ولا عطّلت أبياتها من رويه |
هويت من الآثار آثار عمرها | ومن بيت فضل الله فضل عليّه |
وزير ملوك شد بالرأي إزرهم | وحاتم دهر كفّ بأس عديه |
و صاحب تدبيرين عن فاضليه | تحدثت العليا وعن أفضليه |
بكف روت أقلامه عن تميرها | وزند روت آراؤه عن وريه |
و ذو النسب المرفوع عن محبوبه | إلى عمري المنتمى عدويه |
و ذو القلم الخطي إما بدرجه | وإما بما يختال من سمهريه |
يراع بتأثير الحروف حمى الحمى | فكان ابتداء النصر من إلفيه |
سطافي الوغى حداً وأينع في الندى | فلله جاني فرعه وجنيه |
و صاغ بديعاً حفه بمكارم | فلم تخل في الحالين من ذهبيه |
براحة من أولى الورى كل راحة | بما سار من سرّ العطا وجليه |
و يمنى لها في الحظ والجود والتقى | ملأت صفات لم تحد عن وليه |
اذ استخدمت مداحها استخدموا لها | بديع الثنا من محضه عربيه |
ترقى ابن فضل الله في الفضل غاية | قضت ذلَّ شانيه وعزّ صفيه |
فيا فوز قوم آمنوا تحت رقه | ويا ويح من لا آمنوا برقيه |
هو البحر في تياره وحيائه | أو السيل في إروائه وأتيه |
اذا قيل من أسمى جلالاً ونسبة | حلفنا لوصفيه على عمريه |
اذا سار سار النصر تلو يراعه | وان حلّ حلّ الفضل صدر دنيه |
اذا حف في نادي السعود بقومه | فما البدر في بيت السما بكفيه |
علوتم به يا آل يحيى بشامخ | إلى أن نظرتم للسها من عليّه |
فإن شئتمُ ورد الغمام بأفقكم | أطلتم خيال المستقي لركّيه |
أخا العلم والعلياء علمت منطقي | غرائب من ساري الكلام سريه |
بإنشائك المهدي إلى العقل نشوة | وإن كان من طهر المقال زكيّه |
و شعر بكرنا قبله متنبئاً | وكدنا نقول الآن شعر نبيه |
بمعجز نظم الدر غير منقب | وإخراج ما أعيى الورى من جنيّه |
نشرت قريضي بعد ما قد طويته | وأغديته بعد امتناع طويّه |
و قد كان عافي البيت أنشد رسمه | هو الربع جارته دموع وليّه |
إلى أن أعاد العطف لي منك عاتياً | بشعري طلاّعاً على معنويه |
يفوح على رغم العدى عنبريه | ويخبر آراء الرضا عن بريه |
أتى لك ما محض العلى وسميها | فخذ من حداقي الثنا عيشميه |
و عش يا ابن يحيى ذا حياة سعيدة | وعيشٍ هنيّ المستطاب مريه |
تقابلك الأعوام ذا في قدومه | بسعد وذا بالحمد عنه مضيّه |
كأن هلال العام زورق قادم | عليك بمملوك الثناء مليه |
فهنئته ألفاً وألفاً ومثلها | إلى أن يتيه العقل في عدديه |
لكل امرئ والاك حظ سعيده | وكل امريء عاداك حظّ شقيه |