يدافعني الغيران عن طيب لثمها
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
يدافعني الغيران عن طيب لثمها | فيقنعني لثم التذكر لاسمها |
محجبة أبكي ليالي وصلها | بشهبي وحمري وهي تبكي بدهمها |
بكيت بلوّامي عليها وعذّلي | ولا وصل إلا بين وهمي ووهمها |
وصنو أبٍ قد صان نقطة خالها | فيا حرباً من خالها ثم عمها |
ويا عجباً حيث اللآلي يتيمة | بفيها وما يبدو بها ذلُّ يتمها |
وحيث أرى من جفنها السهم قاتلاً | وما غرضي إلا ملاقات سهمها |
بروحيَ من لا خارجٌ غير ردفها | ثقيلاً ومن لا باردٌ غير ظلمها |
أما وجراحي خدّها ثم أدمعي | لقد وقعت عين المحب بجرمها |
ودرّ بكائي حين يبسم ثغرها | لقد لاح فرقٌ بين نثري ونظمها |
نأت فنأى عني الكرى وتغيبت | فلا طيب أحلامي ولا فضل حلمها |
وأفردت بالآلام فيها وقاسمت | لواحظها ما بين سقمي وسقمها |
كأني ما نزهت طرفي ببيضة | اليها ولا روّيت قلبي بضمها |
و لا ظننا الواشون حرفاً مشدداً | لتوثيق جسمي في العناق وجسمها |
يداي على الحسناء قفلٌ مؤكدٌ | بآثار لثمٍ مثل آثار ختمها |
زمان غوايات الصبابة والصبا | أغرّ بنعماها وألهو لنعمها |
و ليل شباب أيقظ الشيب مقلتي | لديه وكانت في غيابة حلمها |
و طاوعت نصاحي ويارب مأثم | قضيت على رغم النهى قبل رغمها |
و ما الشيب الا كالحسام مجرداً | لتعجيل أدواء الضلال لجسمها |
تبارك من أردى ضلالاً برحمة | وزيّن آفاق المعالي بنجمها |
إمام اذا عاينت سنة وجهه | حكمت على تلك الفخار بعلمها |
تهلل اذ طارحته بمدائحي | تهلل وسميّ البروق بوسمها |
حفيٌّ بطلاب الفضائل والندى | فلله ما حي عيّها بعد عدمها |
وفاصل أحكام القضاء بفطنة | كأن سرار الشهب من فتح فهمها |
اذا اختصم الأقوام ضاء بفكرة | يقول ضياء الصبح لست بخصمها |
و لا عيب فيه غير إسراف أنعم | ترى عزمها في الجود غاية غنمها |
يجانس بالفتوى الفتوة جائداً | ويعرب عن فصل الأمور بحزمها |
اذا زعماء القوم همت بشاؤه | فقد طلبت شأو النجوم بزعمها |
فديناه ندباً زاد في شأو بيته | اذا نقصت ذات البيوت بجرمها |
و قاضي القضاة تعرب الخلق مدحه | فتعجز حتى عربها مثل عجمها |
فيمدحه حتى النسيم بعرفه | وتصغى له حتى الجبال بصمها |
له همة ان شئت غالية الثنا | فشمها وإن شئت الفخار فشمها |
على حين مسود المفارق حالك | فكيف اذا ضاء المشيب بفحمها |
و أقلام رشدٍ يتبع الرشد خطها | ويعمل أنواع الثناء برسمها |
يقيم على العادين حداً بحدها | ويهدي الى العافين عزاً بعزمها |
و تكتب في حالي نداها وسطوها | بدرياقها طوراً وطوراً بسمها |
مسددة المرمى مقسمة الحيا | فلا زال للاسلام وافر سهمها |
بكف كريم يملأ العلم والقرى | لديه قلوب الطالبين بشحمها |
فتى الدين والدنيا ينير ظلامها | بكوكبها العالي ويلوي بظلها |
سليل عماد الدين انك بعده | مصاعد ما همّ الزمان بثلمها |
تطوف بمغناه وفود مقاصد | محملة جدوى يديه لهمها |
لتمكين رجواها وتأمين روعها | وتأثيل نعماها وتفريج غمّها |
فما الشهد أحلى من صنائع فضله | ولا المسك أذكى من تضوع كتمها |
و ما روضة بالحزن مخضلة الربى | مكاثرة زهر النجوم بنجمها |
يجر لديها عاطر الريح ذيله | وتخطر فيها المزهرات بكمها |
بألطف من أخلاقه عند شيمها | وأعطر من أخباره عند شمها |
لجأت اليه والحياة مريرة | فعرفني إحسانه حلوَ طعمها |
و كنت على قصدي من الناس خائفاً | فألقيته من راحتيه بيمّها |
و ما هو إلا النجم جاورته فلا | مخافة من كل العداة وكلمها |
أتمت حلا مرآه حلية حبره | فلا عدمت منه العلى بدر تمها |