نفس عن الحب ما حادت ولا غفلت
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
نفس عن الحب ما حادت ولا غفلت | بأي ذنبٍ وقاك الله قد قتلت |
وعين صبٍ إلى مرآك قد لمحت | كفى من الدمع والتسهيد ما حملت |
دعها ومدمعها الجاري فقد لقيت | ما قدمت من أذى قلبي وما عملت |
أفديك من ناشط الأجفان في تلفي | والسحر يوهم طرفي أنها كسلت |
وواضح الحسن لوشاءت ذوائبه | في الأفق وصل دجى الظلماء لاتصلت |
معسل بنعاسٍ في لواحظه | أما تراها الى كل القلوب حلت |
من لي بألحاظ ظبي تدعي كسلاً | وكم ثياب ضناً حامكت وكم غزلت |
وسمرة فوق خديه ومرشفه | هذي تروّت مجانيها وذي ذبلت |
أما كفاني تكحيل الجفون أسى ً | حتى المراشف أيضاً باللمى كحلت |
لو ذقت بردَ رضابٍ في مراشفه | يا حارُ ما لمت أعضائي التي ثملت |
أستودع الله أعطافاً شوت كبدي | وكلما رمتُ تجديد الوصال قلت |
ومهجة ليَ كم ألقت بمسمعها | إلى الملام ولا والله ما قبلت |
كأن عيني اذا ارفضت مدامعها | عن المؤيد أو صوب الحيا نقلت |
ملك له في الوغى والسلم بسط يد | مأثورة الفضل ان صالت وان وصلت |
تعطي الألوف اذا جادت لمطلب | ومثل أعدادها تردى اذا قتلت |
في كل نهج ومرماة ركاب سرى | لولا ابن أيوب ماشدت وما رحلت |
إن تغش أبواب معناه التي فتحت | فطالما بالعطايا والندى قفلت |
سل عن عطاياه تسأل كل وافدة | من المدائح فازت قبلما سألت |
فضل أبرّ فوفي الحمد غايته | وراحة فعلت كل الندى فعلت |
وسيرة عدلت في الخلق قاطبة | مع أنها عن سبيل الحق ما عدلت |
وهمة في العلى والعلم دائبة | شبت على شرف الفنيين وابتهلت |
هذي السيادة تعلو كلما اتضعت | وأنمل الفضل تهمي كلما عذلت |
أنى يقابس بالأنواء نائله | وهي التي باحمرار البرق قد خجلت |
جادت يداه بلا منٍّ ينغصها | والمنّ يظهر في الانواء ان نزلت |
وشاد بالجود ما شادت أوائله | والسحب قد تهدم البنيان ان هطلت |
لا شيء أليق من مرآي أنامله | اذا تأملت أمريها وما كفلت |
تخط بالرمح في الاجساد صائلة | وتطعن العسر بالأقلام ان بذلت |
لحملة الحرب أو حمل الندى خلقت | فليس تنفك من شكر لما حملت |
لو قيل إن شموس الصحو خافية | ما قال عنها عدو أنها بخلت |
يممه والسحب عقم واخشَ سطوته | والخيل من حدب الهيجاء قد نسلت |
ذاك الكريم الذي يجدي مدائحنا | وكان يكفي من الجدوى اذا قبلت |
من مبلغ الاهل أني ضيف أنعمه | وان كفي على الآمال قد حصلت |
عزيمة السعي ما خابت وسائلها | وآية المنطق السحّارما بطلت |
وانشر على الناس أمداحي التي اشتهرت | فانها في معاني مجده اشتغلت |
أما ووصف ابن شادٍ قد سما وعلا | والله ما قصرت عيني ولا سفلت |
لا أسأل الله إلا أن يدوم لنا | لا أن تزاد معانيه فقد كملت |