أقسمت من فرعها المسبول بالداجي
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
أقسمت من فرعها المسبول بالداجي | كالآبنوس بمشط الرجل في العاج |
لقد تورط قلبي في حبائلها | فما أرى أنه من حبها ناج |
لم أنس يوم النوى دمعاً بوجنتها | كما نثرت لآلٍ فوق ديباج |
وناظري حين أخلى الجزع ساكنه | كعارضٍ بعقيق الدمعِ ثجاج |
محجوبة ان أقل عمري انقضى فيها | قضى حجاي ولم يقض اللقا حاجي |
لا عيبَ فيها سوى ريق على برد | مبرد في الشتا والصيف ثلاّج |
قسمت أغزال شعري والمديح لها | نظم الشذور ونظم الدر في التاج |
يحيى الندى جعفر والفضل قد فنيا | وظله لا عدمنا ظله ساج |
ذو الجود كم جملٍ من وفر راحته | قد عوجلت قبل تحصيل باخراج |
والبر والمكرمات الغر كم هرعت | إليه أفواجُ قصدٍ بعد أفواج |
كم من بناتٍ وأبناءٍ قد اجتمعوا | على قراه وزوجاتٍ وأزواج |
كم بين أبيات أمداحي له شيمٌ | كأنهن نجومٌ بين أبراج |
بحر أرى مقبلات الخير أكثر من | ماضي سراها فما عدٌّ لامواج |
في كفه القلمان الراجحان على | سواهما بين كفاتٍ وأدراج |
يا حبذا قلمُ التصريف مع قلم ال | إنشاء من سابقٍ في الطرس هملاج |
وحبذا الطرس منشوراًُ بنفع رجا | وملتقي كلّ ذي همّ بإفراج |
وحبذا من حباسيّ وأنعمهُ | فرّاجة لمثار الخطب مهتاج |
في الحمدِ والأجرذ وفكر وذو نظر | الى صميم العلى والفضل ولاّج |
قضى له الله أن تعلو مراتبه | وأن يكون ملاذ القاصد اللاجي |
مهنأ الجود مدلول النوال على | أهل المقاصد دارٍ حالَ محتاج |
إذا أراد قبول البرّ خالقنا | هيا نوافلهُ في وقت إحواج |
يا مذكري من كريم الدين أنعمه | بمصر دمْ أنت تاجيُّ العلى ناجي |
لقد منحت كثيراً من قليلك إذ | قليله في كثير الوفر روّاج |
فأنت عندي وعند الناس أكرم من | ذاك الممكن يا نعم الفتى الراجي |
مولاي مولاي تاج الدين ممتدحاً | حاشا لمنهاج ذاك الباب من هاج |
أحسن بها جبة ً قد فرّجت كربي | عودية أطربتني بعد ازعاج |
شكراً لنساجها بل للجواد بها | مستفتحاً باب شعري بعد ارتاج |
إن يكسني ما سيبليه الزمان فقد | كساه ما ليس يبلى نسج نساج |
لأجعلن لشعري عنده ملكاً | على الرواة سنيّ الملك والتاج |