لتهن عين الى مرآك قد طمحت
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
لتهن عين الى مرآك قد طمحت | ومهجة فيك بالأشجان قد صلحت |
يا من اذا باعت الأبصار أسودها | بحبة فوق خديه فقد ربحت |
لا أشتكي فيك أشجاني وان مكثت | ولا اكفكف أجفاني وإن نزحت |
أنا الذي كرمت أنفاس صبوته | وكلما مسّ ناراً ندها نفحت |
يزيدني العذل تبريحاً ألذ به | فليت عذّال حبي فيك ما برحت |
ويعجب الدمع عيني حين يجرحها | وما العدالة إلا حيثما جرحت |
ما أدمعي في هواك السمح باخلة | وكيف وهي التي بالعين قد سمحت |
سقياً لأوقاتك اللآتي إذا ذكرت | حلت على أنها بالحسن قد ملحت |
حيث الصبا بشذا الأزهار نافحة | في فحمة الليل والأقداح قد قدحت |
وللقيان بورق الطير مشتبهٌ | هذي وتلك على العيدان قد صدحت |
والزهر كالضيف أمسى وهو مبتسم | على زقاقٍ من الصهباء قد ذبحت |
والراح في يد ساقيها مشعشعة | كأن وجنة ساقيها بها نضحت |
ساقٍ إذا اغتبقت ندمان قهوته | أضآء مبسمه الصبحيّ فاصطبحت |
لدن المعاطف يمناه ومقلته | تسقيك إن حملت راحاً وإن لمحت |
ذو ناظرٍ بالحيا والسحر مكتحل | فالموت إن غضت الأجفان أو فتحت |
كم قابلته لكي تحكيه نرجسة | فصح أن عيون النرجس انفتحت |
إذا اعتبرت معاني من كلفت به | عجبت من حسن ما دقت وما وضحت |
تلك التي خلفت عيناي غارقة | ترعى نجوم الليالي كلما سبحت |
آهاً لذكر ليالٍ ما فطنت لها | حتى أناخَ عليها الدهر فانتزحت |
كم يقصد الدهر إغضابي بقادحة | في الحال لكنها في الصبر ما قدحت |
إن عاب رونق ألفاظي ذوو إحنٍ | ففي السماء بدور طالما نبحت |
دع الليالي إني قد غفرت لها | بالافضل الملك ما كانت قد اجترحت |
جاءت به مغرب الأوصاف مشرقها | مثال ما اقترح العليا وما اقترحت |
ملك لهاهُ عن الآمال قد فصحت | وراحتاه عن الأيام قد صفحت |
له خطى ً جازت العليا وما فخرت | وأنمل كفت الدنيا وما بجحت |
تندي حياءً غداة الجود طلعته | كأنما منعت كفاه ما بجحت |
كانت بنو الدهر غضبى مع زمانهمُ | لكن على يده الفياضة اصطلحت |
كم منطق فصحته بالثناء وكم | نحوٍ من الجود في أهل الرجاء نحت |
كم نعمة سبحت عن بيت سؤدده | في الخافقين وكم من مدحة سرحت |
لاعيبَ في مجده العالي سوى أذنٍ | في الجود لا تسمع العذال إن نصحت |
أما الرعايا فقد ردّت بدولته | لها وجوه الأماني بعد ما جمحت |
كل البيوت من الأموال باسمة | إلا بيوتاً من الأموال قد كلحت |
بين الصوارم والأقلام فكرته | إن دبرت أفلحت أو صاولت فلحت |
سجية في بني أيوب قد نفرت | وبين آل تقي الدين قد رجحت |
يمدّ زنداً الى العلياء وارية ً | أنوارها وهي ما عيبت وما قدحت |
إذا أطال كريم وعده اختصرت | وإن طوى قلب باغ غلها شرحت |
ياابن الملوك جلت أنوار غرتهم | غياهب الافك عن طرق الهدى ومحت |
لو لم يكن لك حق الملك من قدم | لكن حقك بالنفس التي طمحت |
لو خط بعض اسمك العالي على علم | وقابلته حصون الأرض لافتتحت |
أنت الذي قدمت امداحه فكري | فخراً على فكرٍ من بعد قد مدحت |
أنت الذي فسّحت نعماء والده | حالي وفكرتي الغمآء فانفسحت |
وأودعتني جدوى كفه منناً | كأنها بعدُ من جفنيّ قد رشحت |
كم مدحة لي من آثار أنعمه | سيارة لنجوم الليل قد فضحت |
بطالع السعد لاجديٌ ولاحملٌ | جازت مدى الشهب والغفران ما انتطحت |
لله درك من ملك له شرف | ثنى قرائحنا عنه وإن كدحت |
دامت لملكك أوقات الحبور اذا | تقلدت من حلى إقبالها اتشحت |
وجاد قبرَ الشهيد الغيثُ ينشده | يا ساكني السفح كم عين بكم سفحت |