مسلسلٌ من حديث الدمع مذروف
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
مسلسلٌ من حديث الدمع مذروف | ينبيك انّ حديث الصبر مصروف |
وانّ كلّ مقال العذل مخرفة ٌ | وكلّ ما نقل الواشون تحريف |
ليتَ الوشاة على خيطٍ فكلهم | يداه مشلولة ٌ واللحظ مكفوف |
آهاً لقدّك غصناً كله ثمرٌ | لو أنه ببنان اللثم مقطوف |
وتبر خدّك ديناراً له لمعٌ | لو أنه لعيان الطرف مصروف |
أفدي التي تشتكي مني هوى ً ولها | بالردف والخصر تثقيلٌ وتخفيف |
تدعو على الكثب والأغصان لاعبة | فالكثبُ مهتوفة والغصن مقصوف |
لي في القصائد تشبيبٌ بها ولها | على جريح الحشا باللحظ تذفيف |
قالوا حكى القمر التميّ طلعتها | قلنا صدقتم ولكن فيه تكليف |
كما حكى نيلُ مصر جودَ سائدها | لو لم يكن في وفاء النيل تسويف |
ندبٌ عطفت أماديحي على نسقٍ | من فضله حبذا للفضل معطوف |
مدبر الملك بالأقلام يقدمها | في الجود والبأس تحويلٌ وتخويف |
بادي السعادة لو بثت مناقبه | في الافق لم يبدُ في الاقمار مخسوف |
طلق الاسرة يعطي حيث وجه ذكا | كأنه بغبار المحل مكسوف |
يا من يعنفه في صنع مكرمة ٍ | هيهات أن يروع العشاق تعنيف |
في كفه قلمٌ الانشاد منشأه | فضلٌ وفصلٌ وتعريفٌ ومعروف |
فتوح ملكٍ من الاسجاع خص به | هذا وذاك وسجع الناس توقيف |
وفضل نظمٍ له من بيته شرفٌ | فهو الرضيّ وباقي النظم مشروف |
خطافة ٌ لبّ رائيه براعته | ووجه حاسدها بالروع مخطوف |
وصاحب السرّ قد سرّ الزمان به | صدر النديّ وللآلاء توطيف |
كم قاصدٍ جاءَ في جهرٍ وآخر في | سرٍّ وللكل إنعامٌ وتشريف |
وكم تلطفُ كتبٍ في رسائله | وطيها لمزاج الخطب تلطيف |
تسيل في الطرس أرواحُ العداة به | حتى كأن يراع الطرس مرعوف |
فالبرّ والبحر ذا بالأمن منبسطٌ | وذاك من خجلٍ بالجود مرجوف |
وكلّ عافٍ بحرف الخط متصلٌ | وكل عادٍ بحرف السيف محذوف |
شكراً لعطفٍ واعراض لديك هما | لعبد أبوابكم برّ وتثقيف |
أعرضت عنه فوالت حربه فئة ٌ | شاكوا السلاح فتضريب وتسييف |
وما شكوت وماالشكوى الى بشرٍ | من خلق مثلي والاقدار تصريف |
حتى اذا غبطت المكرمات عفت | تلك الهناة وكرّوا بعد ما عيفوا |
ان ساء قوماً مقامي منشداً مدحاً | لساءهم لي تشريفٌ وتسريف |
كم خلعة ٍ قلت للاحي وقد حضرت | وعضّ لحيته للغيظ ذي صوف |
وحبذا وبرٌ قد غصت فيه غنى ً | وكان لي وبرٌ بالفقر منتوف |
وغلة طاف أولادي فقلت لهم | أسعوا لها يا عفاة البيت أو طوفوا |
سمراء حنطية يغتر مبسمها | فكلها بشفاه اللثم مرشوف |
دقت يدُ الرزق بابي وهي ناشزة ٌ | فقلت كسّ اخت رزق فيه تعسيف |
وعلمتني نظمَ الشعر من دررٍ | ما بيت واحدها بالفقر مزحوف |
هذا هو الخبز يا أجنادَ أدعية | وفي المجاريب حرب الليل مصفوف |
خبزٌ وخيرٌ وجبرٌ بعد ما نطقت | فللمحامد تجنيسٌ وتصحيف |
لينطق الجود بعد العي ذا مدحٍ | تأتي وما عندها في القول تكليف |
لا زلت ممتدحاً مني بنظم فتى ً | في المادحين فلا يثنيه معروف |
تجلّ عن نظم وراق مدائحه | وعن ثناً فيه للجزاز تقطيف |
نظفت فكري لكم من حبّ ذي قلم | فانّ شرط وعآء الحب تنظيف |