أقول لأهل العمى الحائرينا
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
أقول لأهل العمى الحائرينا | من السامريين والناصبينا |
وجيراننا الطاعنين الذين | على خير من دب نفسا ودينا |
سوى الأنبياء مع الأوصياء | من الأولين مع الآخرينا |
لعمري لئن كان للسابقين | وسيلة فضل على التابعينا |
لقد كان للسابق السابقين | عليهم من الفضل ما تدعونا |
فقد جرتم وتكذبتم | على ربنا كذب المفترينا |
كذاك ورب مني والذي | بكعبته طوف الطائفونا |
لقد فضل الله آل الرسول | كفضل الرسول على العالمينا |
وإنك آية للناس بعدي | تخبر أنهم لا يوقنونا |
وأنت صراطه الهادي إليه | وغيرك ما ينجي الماسكينا |
أعائش ما دعاك إلى قتال الوصي | وما عليه تنقمينا |
ألم يعهد إليك الله أن لا | ترى أبدا من المتبرجينا |
وإن ترخي الحجاب وأن تقري | ولا تتبرجي للناظرينا |
وقال لك النبي أيا حميرا | سيبدى منك فعل الحاسدينا |
وقال ستنبحين كلاب قوم | من الأعراب والمتعربينا |
وقال ستركبين على خدب | يسمى عسكرا فتقاتلينا |
فخنت محمدا في أقربيه | ولم ترعي له القول الرصينا |
وأنزل فيه رب الناس أيا | أقرت من مواليه العيونا |
بأني والنبي لكم ولي | ومؤتون الزكاة وراكعونا |
ومن يتول رب الناس يوما | فانهم لعمري فائزونا |
وقال الله في القرآن قولا | يرد عليكم ما تدعونا |
أطيعوا الله رب الناس ربا | وأحمد والأولى المتأمرينا |
فذلكم أبو حسن علي | وسبطاه الولاة الفاضلونا |
فقلت أخذت عهدكم على ذا | فكونوا للوصي مساعدينا |
لقد أصبحت مولانا جميعا | ولسنا عن ولائك راغبينا |
ويسمع حس جبريل إذا ما | أتى بالوحي خير الواطنينا |
وصلى القبلتين وآل تيم | وإخوتها عدي جاحدونا |
وبات على فراش أخيه فردا | يقيه من العتاة الظالمينا |
وقد كمنت رجال من قريش | بأسياف يلحن إذا انتضينا |
فلما إن أضاء الصبح جاءت | عداتهم جميعا مخلفينا فلما أبصروه تجنبوه وما زالوا له متجنبينا |
وأنفق ماله ليلا وصبحا | وأسرارا وجهر الجاهرينا |
وصدق ماله لما أاتاه الفقير | بخاتم المتختمينا |
وآثر ضيفه لما أتاه | فظل وأهله يتلمظونا |
فسماه الإله بما اتاه | من الايثار باسم المفلحينا |
ومن ذا كان للفقراء كنا | إذا نزل الشتاء بهم كنينا |
أليس المؤثر المقداد لما | أتاه مقويا في المقويينا |
بدينار وما يحوي سواه | وما كل الأفاضل مؤثرينا |
وكان طعامه خبزا وزيتا | ويؤثر باللحوم الطارقينا |
وإنك قد ذكرت لدى مليك | يذل لعزه المتجبرونا |
فخر لوجهه صعقا وأبدى | لرب الناس رهبة راهبينا |
وقال لقد ذكرت لدى إلهي | فأبدى ذلة المتواضعينا |
وأعتق من يديه الف نفس | فاضحوا بعد رق معتقينا |
براءة حين رد بها عتيقا | وكان بأن يبلغها ضنينا |
وقال رسول الله أني | يؤدي الوحي إلا الأقربونا |
وإنك آمن من كل خوف | إذا كان الخلائق خائفينا |
وإنك حزبك الأدنون حزبي | وحزبي حزب رب العالمينا |
وحزب الله لا خوف عليهم | ولا نصب ولا هم يحزنونا |
وإنك في جنان الخلد جاري | منازلنا بها متواجهونا |
وإنك في جوار الله كاس | وجيران المهيمن آمنونا |
وإنك خير أهل الأرض طرا | وأفضلهم معا حسبا ودينا |
وأول من يصافحني بكف | إذا برز الخلائق ناشرينا |
وقد قال النبي لكم وأنتم | حضور للمقالة شاهدونا |
عباد الله إنا أهل بيت | برانا الله كلا طاهرينا |
وسالت نفس أحمد في يديه | فألزمها المحيا والجبينا |
تعالوا ندع أنفسنا فندعو | جميعا والأهالي والبنونا |
وأنفسكم فنبتهل ابتهالا | إليه ليلعن المتكذبينا |
فقد قال النبي وكان طبا | بما يأتي وأزكى القائلينا |
إذا جحدوا الولاء فباهلوهم | إلى الرحمن تأتوا غالبينا |
والقى باب حصنهم بعيدا | ولم يك يستقل بأربعينا |