ما عناء الكبير بالحسناء
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
ما عناء الكبير بالحسناء | وهو مثل الحباب فوق الماء |
يتصابى ولات حين تصاب | بعيون المها وسرب الظباء |
ولعمري لما تحب فتاة | يفنا لو غدا من الخلفاء |
وتحب الفتى الرقيق الحواشي | حب ذي الجدب صادق الأنواء |
كيف لا وهو يهنأ النقب منها | بهناء يزيد في البرحاء |
لحكاها لطافة وحكته | فهما في الهوى كمزج الهواء |
لا كصاد أناخ عند قليب | دون دلو يدلي به ورشاء |
يلحظ الماء حسرة وهو منه | متدان في حالة المتنائي |
كل قرن يعد سيفا كليلا | للقاء يخونه في اللقاء |
فمن الرأي أن تكون جبانا | سامريا يدين بالانزواء |
عجبا كم رأيت مالا مصونا | وفؤادا نهبا بأيدي النساء |
وإذا حازم على المال أبقى | فقواه أحق بالإبقاء |
فتساوى الرجال في مثل هذا | فالمجانين فيه كالعقلاء |
أي خير لوالد في بنيه | وهو عنهم يفر يوم الجزاء |
والتقي الموفق البر منهم | عدم كالسماع بالعنقاء |
وإذا ما الأديب شبه فيهم | جر أذياله من الخيلاء |
وازدرى بالشيوخ واعترض الدأ | ماء جهلا بنفثة الرقاء |
ذنب أبتر لعمرك خير | من طويل يجر في الأقذاء |
ومن الغبن هجر دار خلود | وبقاء ووصل دار الفناء |
واشتغال بفرتنى وبلبنى | وبدعد عن خطبة الحوراء |
ولئن عاد ليل رأسي صبحا | ووشى بي شيبي إلى الحسناء |
إن عودي لعاجميه لصلب | وفؤادي كصارم مضاء |
وأقضي لبانتي وأروي | عامل الرمح من دم العذراء |
وأنا قرة لعين صديقي | وقذى في محاجر الأعداء |
هذبتني نوائب الدهر حتى | صرت كالوصل بعد طول الجفاء |
فسفيني تجري بأطيب ريح | لا بريح ضعيفة نكباء |
بعلي بن توبة فاز قدحي | وسمت همتي على الجوزاء |
فهنيئا لنا وللدين قاض | مثله عالم بفصل القضاء |
يحسم الأمر بالسياسة والعدل | ل كحسم الحسام للأعداء |
لو إياس يلقاه قال اعترافا | غلط الواصفون لي بالذكاء |
ولو أن الدهاة من كل عصر | خبروه دانوا له بالدهاء |
أو رأى أحنف أو احلم منه | حلمه ما انتموا إلى الحلماء |
لو رأى أحنفت أو احلم منه | حلمه ما انتموا إلى الحلماء |
لو رأى المنصفون بحر نداه | جعلوا حاتما من البخلاء |
هو أوفى من السموءل عهدا | ولما زال معرما بالوفاء |
وحيا المزن ذو حياء إذا ما | هملت كفه بوبل العطاء |
يشهد العالمون في كل فن | أنه كالشهاب في العلماء |
وقضاة الزمان أرض لديه | وهو من فوقهم كأفق السماء |
لتعرضت مدحه فكأني | رمت بحرا مساجلا بالدلاء |
فأنا مفحم على أن خيلي | لا تجارى في حلبة الشعراء |
لكساني بمجده ثوب فخر | طال حتى جررته من ورائي |
ولو انصفته وذاك قليل | كان خدي لرجله كالحذاء |
فأنا عبده وذاك فخاري | وجمالي بين الورى وبهائي |
وثنائي وقف عليه وشكري | ودعائي له بطول البقاء |