ألا خبر بمنتزح النواحي
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
ألا خبر بمنتزح النواحي | أطير إليه منشور الجناح |
فأسأله وألطفه عساه | سيأسو ما بديني من جراح |
ويجلو ما دجا من ليل جهلي | بنور هدى كمنبلج الصباح |
فأبصق في محيا أم دفر | واهجرها وأدفعها براحي |
وأصحو من حمياها وأسلوا | عفافا عن جآذرها الملاح |
وأصرف همتي بالكل عنها | إلى دار السعادة والنجاح |
أفي الستين أهجع في مقيلي | وحادي الموت يوقظ للروح |
وقد نشر الزمان لواء شيبي | ليطويني ويسلبني وشاحي |
وقد سل الحمام علي نصلا | سيقتلني وإن شاكت سلاحي |
ويحملني إلى الأجداث صحبي | إلى ضيق هناك أو انفساح |
فأجزى الخير إن قدمت خيرا | وشرا إن جزيت على اجتراحي |
وها أناذا على علمي بهذا | بطيء الشأو في سنن الصلاح |
ولي شأو بميدان الخطايا | بعيد لا يبارى بالرياح |
فلو أني نظرت بعين عقلي | إذن لقطعت دهري بالنياح |
ولم أسحب ذيولي في التصابي | ولم أطرب بغانية رداح |
وكنت اليوم أوابا منيبا | لعلي أن تفوز غدا قداحي |
إذا ما كنت مكبول الخطايا | وعانيها فمن لي بالبراح |
فهل من توبة منها نصوح | تطيرني وتأخذ لي سراحي |
فيا لهفي إذا جمع البرايا | على حربي لديهم وافتضاحي |
ولولا أنني أرجو إلهي | ورحمته يئست من الفلاح |