ما أميل النفس إلى الباطل
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
ما أميل النفس إلى الباطل | وأهون الدنيا على العاقل |
ترضي الفتى في عاجل شهوة | لو خسر الجنة في الآجل |
يبيع ما يبقى بما ينفضي | فعل السفيه الأحمق الجاهل |
يا من رأى لي واصلا مرشدا | وانني أكلف بالواصل |
يا من رأى لي عالما عاملا | فألزم الخدمة للعامل |
أم من رأى عالما ساكتا | وعقله في عالم جائل |
يسرح في زهر رياض النهى | ليست كروض ماحل ذابل |
يا رب قلب كجناح هفت | قد غاب في بحر بلا ساحل |
يصرف الخطرة مذعورة | مما يرى من منظر هائل |
آه لسر صنته لم أجد | خلفا له قط بمستاهل |
هل يقظ يسألني علني | أكشفه لليقظ السائل |
قد يرحل المرء لمطلوبه | والسبب الكطلوب في الراحل |
لو شغل المرء بتركيبه | كان به في شغل شاغل |
وعاين الحكمة مجموعة | ماثلة في هيكل ماثل |
يا أيها الغافل عن نفسه | ويك أفق من سنة الغافل |
وانظر إلى الطاعة مشهورة | في الفلك الصاعد والنازل |
والحظ بعينيك أديم السما | من طالع فيها ومن آفل |
كل على مسلكه لا يرى | عن ذلك المسلك بالمائل |
لو دبرت أنفسها لم تغب | واطلع الناقص كالكامل |
وانظر إلى المزنة مشحونة | مثقلة الكاهل كالبازل |
تحن من شوق إلى وقفة | أو خطرة بالبلد الماحل |
فسر هذا الشأن لا ينجلي | إلا لعبد مخلص فاضل |