ويل لأهل النار في النار
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
ويل لأهل النار في النار | ماذا يقاسون من النار |
تنقد من غيظ فتغلي بهم | كمرجل يغلي على النار |
فيستغيثون لكي يعتبوا | ألا لعا من عثرة النار |
وكلهم معترف نادم | لو تقبل التوبة في النار |
يهوي بها الأشقى على رأسه | فالويل للأشقى من النار |
فتارة يطفو على جمرها | وتارة يرسب في النار |
وكلما رام فرارا بها | فر من النار إلى النار |
يطوف من أفعى إلى أرقم | وسمها أقوى من النار |
وكم بها من أرقم لا يني | يلسع من يسحب في النار |
لا راحة فيها ولا فترة | هيهات لا راحة في النار |
أنفاسها مطبقة فوقهم | وهكذا الأنفاس في النار |
سبحان من يمسك أرواحهم | في الدرك الأسفل في النار |
ولو جبال الأرض تهوي بها | ذابت كذوب القطر في النار |
طوبى لمن فاز بدار التقى | ولم يكن من حصب النار |
وويل من عمر دهرا ولم | يرحم ولم يعتق من النار |
يا أيها الناس خذوا حذركم | وحصنوا الجنة للنار |
فإنها من شر أعدائكم | ما في العدا أعدى من النار |
وأكثروا من ذكر مولاكم | فذكره ينجي من النار |
وا عجبا من مرح لا عب | يلهو ولا يحفل بالنار |
يوقن بالنار ولا يرعوي | كأنه يرتاب في النار |
وهو بها في خطر بين | لو كاس ما خاطر بالنار |
إن الألباء هم قلة | فروا إلى الله من النار |
وطلقوا الدنيا بتاتا ولم | يلووا عليها حذر النار |
وأبصروا من عيبها أنها | فتانة تدعو إلى النار |
فطابت الأنفس منهم بأن | أمنهم من فزع النار |
والله لو أعقل لم تكتحل | بالنوم عيني خيفة النار |
ولا رقا دمعي ولا علم | لي أني في أمن من النار |
ولم أرد ماء ولا ساغ لي | إذا ذكرت المهل في النار |
ولم أجد لذة طعم إذا | فكرت في الزقوم في النار |
أي التذاذ بنعيم إذا | أدى إلى الشقوة في النار |
أم أي خير في سرور إذا | أعقب طول الحزن في النار |
ففكروا في هولها واحذروا | ما حذر الله من النار |
فإنها راصدة أهلها | تدعهم دعا إلى النار |
فليس مثلي طالبا حبة | إلا المعافاة من النار |
وطالما استرحمته ضارعا | يا رب حرمني على النار |
فأنت مولاي ولا رب لي | غيرك أعتقني من النار |
ولم تزل تسمعني قائلا | أعوذ بالله من النار |