ألا قل لصنهاجة أجمعين
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
ألا قل لصنهاجة أجمعين | بدور الندي وأسد العرين |
لقد زل سيدكم زلة | تقر بها أعين الشامتين |
تخير كاتبه كافرا | ولو شاء كان من المسلمين |
فعز اليهود به وانتخوا | وتاهوا وكانوا من الأرذلين |
ونالوا مناهم وجازوا المدى | فحان الهلاك وما يشعرون |
فكم مسلم فاضل قانت | لأرذل قرد من المشركين |
وما كان ذلك من سعيهم | ولكن منا يقوم المعين |
فهلا اقتدى فيهم بالألى | من القادة الخيرة المتقين |
وأنزلهم حيث يستاهلون | وردهم أسفل السافلين |
وطافوا لدينا بأخراجهم | عليهم صغار وذل وهون |
وقموا المزابل عن خرقة | ملونة لدثار الدفين |
ولم يستخفوا بأعلامنا | ولم يستطيلوا على الصالحين |
ولا جالسوهم وهم هجنة | ولا واكبوهم مع الأقربين |
أباديس أنت امرؤ حاذق | تصيب بظنك نفس اليقين |
فكيف اختفت عنك أعيانهم | وفي الأرض تضرب منها القرون |
وكيف تحب فراخ الزنا | وهم بغضوك إلى العالمين |
وكيف يتم لك المرتقى | إذا كنت تبني وهم يهدمون |
وكيف استنمت إلى فاسق | وقارنته وهو بيس القرين |
وقد أنزل الله في وحيه | يحذر عن صحبة الفاسقين |
فلا تتخذ منهم خادما | وذرهم إلى لعنة اللاعنين |
فقد ضجت الأرض من فسقهم | وكادت تميد بنا اجمعين |
تأمل بعينيك أقطارها | تجدهم كلابا بها خاسئين |
وكيف انفردت بتقريبهم | وهم في البلاد من المبعدين |
على أنك الملك المرتضى | سليل الملوك من الماجدين |
وأن لك البق بين الورى | كما أنت من جلة السابقين |
وإني احتللت بغرناطة | فكنت أراهم بها عابثين |
وقد قسموها وأعمالها | فمنهم بكل مكان لعين |
وهم يقبضون جباياتها | وهم يخضمون وهم يقضمون |
وهم يلبسون رفيع الكسا | وأنتم لأوضعها لابسون |
وهم أمناكم على سركم | وكيف يكون خؤون أمين |
ويأكل غيرهم درهما | فيقصى ويدنون إذ يأكلون |
وقد ناهضوكم إلى ربكم | فما تمنعون ولا تنكرون |
وقد لابسوكم بأسحارهم | فما تسمعون ولا تبصرون |
وهم يذبحون بأسواقها | وأنتم لأطرافها آكلون |
ورخم قردهم داره | وأجرى إليها نمير العيون |
فصارت حوائجنا عنده | ونحن على بابه قائمون |
ويضحك منا ومن ديننا | فإنا إلى ربنا راجعون |
ولو قلت في ماله إنه | كمالك كنت من الصادقين |
فبادر إلى ذبحه قربة | وضح به فهو كبش سمين |
ولا ترفع الضغط عن رهطه | فقد كنزوا كل علق ثمين |
وفرق عراهم وخذ مالهم | فانت أحق بما يجمعون |
ولا تحسبن قتلهم غدرة | بل الغدر في تركهم يعبثون |
وقد نكثوا عهدنا عندهم | فكيف تلام على الناكثين |
وكيف تكون لهم ذمة | ونحن خمول وهم ظاهرون |
ونحن الأذلة من بينهم | كأنا أسأنا وهم محسنون |
فلا ترض فينا بأفعالهم | فأنت رهين بما يفعلون |
وراقب إلهك في حزبه | فحزب الإله هم الغالبون |