قد بلغت الستين ويحك فاعلم
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
قد بلغت الستين ويحك فاعلم | أن ما بعدها عليك تلوم |
فإذا ما انقضت سنوك وولت | فصل الحاكم القضاء فأبرم |
أنت مثل السجل ينشر حينا | ثم يطوى من بعد ذاك ويختم |
كيف يلتذ بالحياة لبيب | فوقت نحوه المنية أسهم |
ليس يدري متى يفاجيه منها | صائب يقصف الظهور ويقصم |
ما لغصني ذوى وكان نظيرا | ولظهري انحنى وكان مقوم |
ولحدي نبا وكان مبيرا | ولجيشي انثنى وكان عرمرم |
ولدهري أدال شرخ شبابي | بمشيب عند الحسان مذمم |
فأنا اليوم عن هواهن سال | وقديما بهن كنت متيم |
لو بروق الزمان ينطح يوما | ركن ثهلان هده فتهدم |
نحن في منزل الفناء ولكن | هو باب إلى البقاء وسلم |
ورحى الموت تستدير علينا | أبدا تطحن الجميع وتهشم |
وأنا موقن بذاك عليم | وفعالي فعال من ليس يعلم |
وكذا امتطي الهوينا إلى أن | أتوفى فعند ذلك أندم |
فعسى من له أعفر وجهي | سيرى فاقتي إليه فيرحم |
فشفيعي إليه حسن ظنوني | ورجائي له وأني مسلم |
وله الحمد أن هداني لهذا | عدد القطر ما الحمام ترنم |
وإليه ضراعتي وابتهالي | في معافاة شيبتي من جهنم |