يضيع مفروض ويغفل واجب
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
يضيع مفروض ويغفل واجب | وإني على أهل الزمان لعاتب |
أتندب أطلال البلاد ولا يرى | لإلبيرة منهم على الأرض نادب |
على أنها شمس البلاد وأنسها | وكل سواها وحشة وغياهب |
وكم من مجيب كان فيها لصارخ | تجاب إلى جدوى يديه السباسب |
وكم من نجيب أنجبته وعالم | بأبوابهم كانت تناخ الركائب |
وكم بلغت فيها الأماني وقضيت | لصب لبانات بها ومآرب |
وكم طلعت منها الشموس وكم مشت | على الأرض أقمار بها وكواكب |
وكم فرست فيها الظباء ضراغما | وكم صرعت فيها الكماة كواعب |
لعهدي بها مبيضة الليل فاعتذت | وأيامها قد سودتها النوائب |
وما كان فيها غير بشرى وأنعم | فلم يبق فيها الآن إلا المصائب |
غدت بعد ربات الحجال قصورها | يبابا تغاديها الصبا والجنائب |
فآه ألوفا تقتضي عدد الحصا | على عهدها ما عاهدتها السحائب |
عجبت لما ادري بها من عجيبة | فياليت شعري أين تلك العجائب |
وما فعلت أعلامها وفئامها | وأرامها أم أين تلك المراتب |
وأين بحار العلم والحلم والندى | وأين الأكف الهاميات السواكب |
شققنا على من مات منهم جيوبنا | وكان قليلا أن تشق الترائب |
وإن فقدت أعيانهم فلتوجدن | مدى الدهر أفعال لهم ومناقب |
وقد بقيت في الأرض منهم بقية | كأنهم فيها نجوم ثواقب |
فلله ثاويهم ولله حيهم | فكل جواد باهر الفضل واهب |
لساءلت عنهم رسمها فأجابني | ألا كل شيء ما خلا الله ذاهب |
يخاطبنا أن قد أخذت بذنبكم | وما أحد منكم عن الذنب تائب |
وأن قد قست اكبادكم وقلوبكم | وما منكم داع إلى الله راغب |
لشكلكم أولى وأجدر بالبكا | على مثله حقا تقوم النوادب |