لو كنت في ديني من الابطال
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
لو كنت في ديني من الابطال | ما كنت بالواني ولا البطال |
ولبست منه لأمة فضاضة | مسرودة من صالح العمال |
لكنني عطلتأقواس التقى | من نبلها فرمت بغير نبال |
ورمى العدو بسهمه فأصابني | إذا لم احصن جنة لنضال |
فأنا كمن يلقى الكتبية اعزلا | في مأزق متعرضا لنزال |
لولا رجاء العفو كنت كناقع | برح الغليل برشف لمع الآل |
شاب القذال فآن لي أن أرعوي | لو كنت متعظا بشيب قذال |
ولو انني مستبصرا إذ حل بي | لعلمت أنم حلولة ترحالي |
فنظرت في زاد لدار إقامتي | وسألت ربي أن يحل عقالي |
فلكم هممت بتوبة فمنعتها | إذ لم أكن أهلا لها وبدالي |
ويعز ذاك علي إلا أنني | متقلب في قبضة المتعالي |
ووصلت دنيا سوف تقطع شأفتي | بأفول انجمها وخسف هلالي |
شغلت مفتن أهلها بفتونها | ومن المحال تشاغل بمحال |
لا شيء أخسر صفقة من عالم | لعبت به الدنيا مع الجهال |
فغدا يفرق دينه أيدي سبا | ويزيله حرصا لجمع المال |
لا خير في كسب الحرام وقلما | يرجى الخلاص لكاسب لحلال |
ما إن سمعت بعائل تكوى غدا | بالنار جبهته على الإقلال |
وإذا اردت صحيح من يكوى بها | فاقرأعقيبة سورة الأنفال |
ما يثقل الميزان إلا بامرىء | قد خف كاهله من الأثقال |
فخد الكفاف ولا تكن ذا فضلة | فالفضل تسأل عنه أي سؤال |
فهم وأنت وفقرنا وغناهم | لا يستقر ولا يدوم بحال |
وطف البلاد لكي ترى آثار من | قد كان يملكها من الأقيال |
عصفت بهم ريح الردى فذرتهم | ذرو الرياح الهوج حقف رمال |
وتزلزلت بهم المنابر بعد ما | ثبتت وكانوا فوقها كجبال |
واحبس قلوصك ساعة بطلولهم | واحذر عليك بها من الأغوال |
فلكم بها من أرقم صل وكم | قد كان فيها من مها وغزال |
ولكم غدت منها وراحت حلبة | للحرب يقدمها ابو الأشبال |
فتقطعت أسبابهم وتمزقت | ولقبل ما كانوا كنظم لآل |
وإذا أتيت قبورهم فاسألهم | عما لقوا فيها من الأهوال |
فسيخبرونك إن فهمت بحالهم | بعبارة كالوحي لا بمقال |
من لا يراقب ربه ويخافه | تبت يداه وما له من وال |