من ليس بالباكي ولا المتباكي
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
من ليس بالباكي ولا المتباكي | لقبيح ما يأتي فليس بزاك |
نادت بي الدنيا فقلت لها اقصري | ما عد في الأكياس من لباك |
ولما صفا عند الإله ولا دنا | منه امرؤ صافاك أو داناك |
ما زلت خادعتى ببرق خلب | ولو اهتديت لما انخدعت لذاك |
قالت أغرك من جناحك طوله | وكأن به قد قص في أشراكي |
تالله ما في الأرض موضع راحة | إلا وقد نصبت عليه شباكي |
طر كيف شئت فأنت فيها واقع | عان بها لا يرتجى لفكاك |
من كان يصرع قرنه في معرك | فعلي صرعته بغير عراك |
ما أعرف العضب الصقيل ولا القنا | ولقد بطشت بذي السلاح الشاكي |
فأجبتها متعجبا من غدرها | أجزيت بالبغضاء من يهواك |
لأجلت عيني في نبيك فكلهم | أسراك أو جرحاك أو صرعاك |
لو قارضوك على صنيعك فيهم | قطعوا مدى أعمارهم بقلاك |
طمست عقولهم ونور قلوبهم | فتها فتوا حرصا على حلواك |
فكأنهم مثل الذباب تساقطت | في الأري حتى استؤ صلوا بهلاك |
لا كنت من أم لنا أكالة | بعد الولادة ماأقل حياك |
ولقد عهدنا الأم تلطف بابنها | عطفا عليه وأنت ما أقساك |
ما فوق ظهرك قاطن أو ظاعن | إلا سيهشم في ثفال رحاك |
أنت السراب وأنت داء كامن | بين الضلوع فما أعز دواك |
يعصى الأله إذا أطعت وطاعتي | لله ربي أن أشق عصاك |
فرض علينا برنا أماتنا | وعقوقهن محرم إلاك |
ما إن يدوم الفقر فيك ولا الغنى | سيان فقرك عندنا وغناك |
أين الجبابرة الألى ورياشهم | قد باشروا بعد الحرير ثراك |
ولطالما ردوا بأردية البها | فتعوضوا منها رداء رداك |
كانت وجوههم كأقمار الدجا | فغدت مسجاة بثوب دجاك |
وعنت لقيوم السماوات العلا | رب الجميع وقاهر الأملاك |
وجلال ربي لو تصح عزائمي | لزهدت فيك ولا بتغيب سواك |
وأخذت زادي منك من عمل التقى | وشددت غيماني بنقض عراك |
وحططت رحلي تحت ألوية الهدى | ولما رآني الله تحت لواك |
مهلا عليك فسوف يلحقك الفنا | فترى بلا أرض ولا أفلاك |
ويعيدنا رب أمات جميعنا | ليكون يرضي غير من أرضاك |
والله ماالمحبوب عند مليكه | إلا لبيب لم يزل يشناك |
هجر الغواني واصلا لعقائل | يضحكن حبا للولي الباكي |
إني أرقت لهن لا لحمائم | تبكى الهديل على غصون أراك |
لا عيش يصفو للملوك وإنما | تصفو وتحمد عيشة النساك |
ومن الإله على النبي صلاته | عدد النجوم وعدة الأملاك |