قد جاء مشحوناً كتاب الله جل
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
قد جاء مشحوناً كتاب الله جل | وسنّة الداعي إلى خير الملل |
بذم ذات الفحش والتبرّج | وامرأة تخرج للتفرّج |
وما تركت فتنة بعدي أضر | من النساء بالرجال في الخبر |
ومن تكن بين الرجال ماشية | بالطيب فهي في الحديث زانية |
بحبسهن في البيوت وردا | حديث خير المرسلين أحمدا |
وعنه أنها لعورت ثبت | يستبشر الشيطان مهما خرجت |
وأنها أقرب ما تكون | لله في بيت لها يصون |
وكم أحاديث بهذا وارده | وكتب أهل العلم أيضاً شاهده |
هذا ولو لم يأت في التنزيل | منع ولا زجر عن الرسول |
لكان حقاً بالحياء والحجى | والدين أيضاً منعهن المخرجا |
يصدّهن ما زكى من الشيم | عن الوقوف في مواقف التهم |
أف لكل امرأة وجاريه | تظل ما بين الرجال جاريه |
صارت بهذا عرضة للفسقة | لعرضها بمشيها ممزّقه |
تلقاهم طراً يلاحظونا | حسن خضاب الكف والعيونا |
فكل خود لم يسعها خدرها | يصغر بين العالمين قدرها |
في ألسن الفساق لا تزول | ووصفها لديهم يطول |
هذا يقول غادة ٌ هيفاء | وذا يقول عينها نجلاءُ |
وذا يقول قدّ ما رشيق | وذا يقول لونها أنيق |
أقل خزي تلقه ومثلبه | إن خرجت مستورة مجلببه |
أن يستبين حجمها للناظر | ويدر حسن كفّها والناظر |
وربما يميل قلبها إلى | ذي صورة جميلة فتبتلى |
فميلهن حاصل من النظر | ضرورة إذ ذاك من طبع البشر |
فتتعب العفيفة المراقبة | في دفع ذاك الميل خوف العاقبة |
ومن تكن بعكسها توصّلت | بأي ممكن إلى من اشتهت |
وربما تضمر بغض بعلها | وتظهر الحب له في قولها |
ومن تلازم بيتها وتجهر | بالصوت فهو بالفساد مشعر |
بل ربما وحسبها في الدار | بالقهر من رجالها الأحرار |
وبعضهن تدعي وتزعم | بأنها تغض عمَّا يحرم |
وأنها في غاية العفاف | والبعد عن رذائل الأوصاف |
وهي تظل في الطريق راتعة | لا تحتسي ذاهبة وراجعة |
أنى يصح ما ادعته الجاهلة | قول بلا فعل ودعوى باطله |
وإن تقل من دينها التبرّج | جلّ النساء في الجموع تخرج |
ففي الحديث أنهن أكثر | أهل الجحيم هل عليها تصبر |
تقول ما بال ابنة العالم أو | زوجاته يفعلن ما عنه نهوا |
وذاك عين الجهل بل قد اشتهر | فسق كثير من نسا قوم غرر |
وزوجتا نوح ولوط كانتا | خائنتين في الكتاب قد أتى |
ومن تكن تجالس الفواجرا | ففي مخازيهن بالقرب ترى |
يجررنها إلى الحضيض الأوهد | إذ بالمقارن القرين يقتدي |
بالمنع أم المؤمنين عائشة | أفتت مخافة ارتكاب الفاحشة |
تبّت يدا من للنساء يهمل | يا ليت شعري من له يجندل |
أبالنساء يا عزيزي تثقُ | من يأمن النساء فهو الأحمق |
فكيدهنّ يا أخي عظيم | وفعلهنّ غالباً ذميم |
تغتر من كلامها المرونق | حتى كأن مثلها لم يخلق |
من لا يغار قلبه منكوس | بالنص بل ودينه معكوس |
وما ظننت قط زوجاً أو أبا | يرضى بأن تخالط الأجانبا |
يصير بالإذن لها ديوثا | مستهجناً لدى الورى خبيثا |
وكل ذي مروءة وغيرة | يمنعهن المشي في الأزقّة |
لم يرض ذو طبع سليم في ابنته | أو ذات محرم له أو زوجته |
في الطرق إذ تزاحم الرجالا | أو أن تلين لهم المقالا |
هذا لعمري المنكر المألوف | حتى كأنه هو المعروف |
نعوذ بالله من العصيان | ومن فساد الوقت والزمان |