فضاء نازل أم عين سوءٍ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
فضاء نازل أم عين سوءٍ | بأهل الودأم ملوا فمالوا |
ومما ليس لي في البال أني | أراهم بعد حسن الحال حالوا |
وكنت أعدّهم لمهمّتي | واستحالت ودّهم عندي فحالوا |
ركبت لحبّهم صعب المطايا | وجلت مع الجماعة حيث جالوا |
صديقي من يصادقهم وبغضبي | عدوهم عتيد لا يزال |
نأيت عن الأقارب في رضاهم | ودنت بما به دانوا ودالوا |
وقربت القصي ولا أبالي | إذا هم بامرئ ما لم يبالوا |
ولم تسمع صريح العذل اذني | وإن جهر العواذل أو أطالوا |
فمرت بيننا أيام عز | مباركة يروق بها الظلال |
ونلنا باجتماع الرأي أمراً | من الطلبات صعباً لا ينال |
فغيرهم زمان السوء حتى | إلى ما مال أهل العذل مالوا |
تنكرت الطباع اليوم حتى | قليناها وأنكرها العيال |
ومالي كان من ود قديم | تفانى فهو عندهم انحلال |
تعد إصابتي خطأً ورأيي | وإن كان المصيب هو الضلال |
وصدقي عندهم كذب وسيري | على قدم المروآت اختلال |
وعادت حكمتي سفهاً وحلمي | عن الجاني عياء وانخذال |
ومحض أمانتي قلبت لديهم | خيانات يضيق بها المجال |
وعاد غناي إفلاساً وصوني | لباس العرض عندهم ابتذال |
ولم أعرف لذا سبباً فأسعى | بجهدي في إزالة ما يزال |
يسر الحاسدين إن افترقنا | وكلت بما به الأصحاب كالوا |
وأخشى إن تمادى الأمر هذا | بأن يستحكم الداء العضال |
فإن الموت أوله صداع | ويتبعه أنين واعتلال |
وأن النار أولها وميض | ويقفوها التهاب واشتعال |
لقد سمعوا من الواشين قولاً | فظنوا الحق ما انتحلوا وقالوا |
فصبراً أيها القلب المعنى | على ما ليس تحمله الجبال |