تعللنا بذكرهم الحداة
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
تعللنا بذكرهم الحداة | وتهدينا النسائم أين باتوا |
تؤم بنا الركائب حي عرب | لهم في كل نائبة ثبات |
تجارتهم به سلب الأعادي | وبالألباب تتّجر البنات |
تهيّأ للسلام على المغاني | فقد بدت العلائم والسمات |
تحية جيّهم تقبيل ترب | به الغيد الخراعب راتعات |
تراب ربوعه كالمسك نفحاً | تعطره الذيول الساحبات |
تجد في ذلك الوادي وجوهاً | تخر لها البدور المشرقات |
تركن أولى الغرام بهن صرعى | وليس لهن نحوهم التفات |
تصنع كيف شئت فما لمثلي | ومثلك عن هواهن انفلات |
تبيت مسهداً قلقاً وشوقاً | وهنَّ على الأرائك نائمات |
ترى منهنّ مهما زرت لطفاً | وأخلاقاً تغاظ بها الوشاة |
تأدب ثم عن طمع مريب | فضمن إساءة الأدب الممات |
تبلغ باستماع حديث غيد | تعود به إلى الميت الحياة |
تيقن أن إدراك الأماني | مرام دونه تدنو الوفاة |
تنائى نيها إلا على من | من الملك العزيز له التفات |
توجه نحو توفيق المعالي | فليس كمثل تلك الذات ذات |
تسلسل من كرام عن كرام | وفي حجر الكرام له نبات |
تبوّأ فوق هام النجم بيتاً | له آباؤه قدما بناة |
تغازله غواني المجد حبّاً | له فيه الكفاية والكفاة |
تتيه بفخره مصر وتزهو | وتغبطها به الست الجهات |
تضاءلت الملوك له وقاراً | وسارت في سراياه السراة |
تضيق بجيشه البيداء ذرعاً | أجل وله الجواري المنشآت |
تراث جدوده السمر العوالي | وذخرهم السيوف المرهفات |
تحابيه المنون كما أتتها | بما اخترمت مناصا الصلاة |
تناهى في السياسة باقتدار | تحير له العقول الزاكيات |
تمكن من إدارتها بعزم | تخر له الجبال الراسيات |
تبارك من يراه إمام حقٍّ | يقام به الهدى والبيّنات |
تعالى في مراقي المجد حتى | سجدن له النجوم الساريات |
تمامٌ في تمام في تمام | له في محكم القول الصفات |