شجو الهوى ما مازج الأمشاجا
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
شجو الهوى ما مازج الأمشاجا | فهل اقتحمت أذيه الدجداجا |
لو كنت فيدعوى المحبة صادقاً | لوجدت في سوق المنون رواجا |
أفد الرحيل بمن تحب وها همو | ركبوا السروج وحملوا الأحداجا |
بانوا بمن خلبت فداها مهجتي | حب القلوب بسوقها الوساجا |
داء الفراق أضر ما نكبت به | أهل الهوى وأشدّه إزعاجا |
أيتاح للدنف المتيّم زورة | يقضي بها لبن الهوى والحاجا |
هيهات منك مزارها فديارها | بعدت وأدمجها النوى إدماجا |
لكن لعلك والتمنّي منهل | عذب المذاق فكن به أذّاجا |
أن تدرك الأمل الخطير مخاطراً | بالروح مقتحماً به الأمواجا |
وجب التنائف كي تنوف فربما | ظفر المجد وواصل الادلاجا |
فلقد رقى رب الجوائب والمناقب | في الوجود بجده أبراجا |
حمد السرى بين الورى لما ابترى | سبلاً إلى المجد الأثيل فجاجا |
حتى أناخ بذروة الشرف الذي | بالعلم قلد سيفها والتاجا |
رب القريض وترجمان عويصه | وهو المثير عجاجه العجاجا |
والله ما سمح الزمان بمثله | أدباً ومعرفة ولا استخراجا |
جاءت جوائبه تساقط لؤلؤا | أضحى به الدرّ النفيس زجاجا |
نشرت على أهل الوجود جلاببا | من سندس فليحمدوا النسّاجا |
كانوا حيارى قبل بعثة أحمد | بكتابه فأراهم المنهاجا |
فبها لإدراك الشواهد قد هدوا | وإلى التمدّن أقبلوا أفواجا |
وغدت ذريعة كل ذي أدب إلى | غيب العلوم وللعلى معراجا |
كحذام إن نطقت فإن القول ما | قالت فأمّ سراجها الوهّاجا |
فهي الجليس لكل ندب كامل | وهي النجي لمن دعا أو ناجا |
ولطالما في الشرق قد سكبت على | يبس التوحش ماطراً ثجاجا |
ولكم لرؤيتها اكتسى بالحلم من | قد كان قبل قدومها هجهاجا |
طيارة بقوادم الأوراق في | الآفاق تحبو العالم استبهاجا |
جالت أديم الخافقين وقارنت | كمديرها الإقبال والإفلاجا |
يا عصرتِه جذلاً بأحمد فارس | وإلى رباه فيمم الحجاجا |
وبنجله الشهم الذي عرفت له | أهل المحابر فضله لمّاجا |
وهو السليم عن النقائص مطلقاً | علماً ونعتاً خاطراً ومزاجَا |
حبر ترشح للمقامات العلى | بالفضل لا مكراً ولا استدراجا |
بهرت نجابته العقول فهل ترى | ذا منطق إلا به لهَّاجا |
فعما صباحاً أيها البطلان ما | حيّا الحيا بمريعه الأمراجا |
وإليكما ورقاء تسجع بالثنا | من ذي وداد وجده قد هاجا |
ناءٍ بأعلى حضرموت مقامه | متجرّعاً كأس البعاد أجاجا |