صدود وإعراض من المالك المولى
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
صدود وإعراض من المالك المولى | بجمر الغضا من فرط حرهما أصلى |
وهجر به استولت على القلب غمه | من الغم لا تقوى الرواسي لها حملا |
يمزق ما تسدى وتلحم فكرتي | مساء من الرأي الصباح إذا استعلا |
تجاذبت الأوهام قلبي فلم أزل | أسدس شكلاً أو أخط لها رملا |
وأبدى لي الدهر الخؤن شماتة | وهم بفعل السوء في جانبي لولا |
وقد كان يرعى ذمة من مملك | فلما رأى إعراضه سامني الختلا |
تكاد جيوش الهم حين تمدها | كواذب ظنّ سيّئ تقطع الحبلا |
فيثبت لاستقبالها الحلم والرضى | ويقضي عليها بالهزيمة والإجلا |
ولا ذنب لي فيما إخال وليس في | معاملتي إياه من ريبة أصلا |
نعم إن يكن حبي له ومدائحي | هي الذنب فالإصرار بي أبداً أولى |
أم الحظ مشغول بغير فحكمتي | ترى سفهاً والاعتزاز يرى ذلاً |
على ثقة مني وعلم بأنه | على كل حال رأيه الأصوب الأعلى |
لئن ساءني أمر يعاملني به | فلا ريب أن الحق في فعله أجلا |
إذا ما اعتقدنا في مقام إصابة | ولم يرضه بانت عقيدتنا جهلا |
وفي منعه سر ومطوي حكمة | ولكن سقيم الفهم يحسبه بخلا |
فما عن قلبي يجفو ولست بعاتب | هل الفرع في تأديبه يعتب الأصلا |
فربة أمر مضحك غبه الأسى | وربة مبك غبه الرتبة الفضلى |
ولما بحسادي مررت تغامزوا | وقالوا استحالت صرف خمرته خلا |
فقلت فجرتم في الذي تزعمونه | بتجويزكم ما كان ممتنعاً عقلا |
أيمكن أن ابن العلي ابن محسن | رضيع الوفا لا يرقب العهد والإلاَّ |
أليس الذي يحمي الذمار ويحفظ الجوار | ويصمي كل خطب وإن جلا |
مقيل عثار الأكرمين ربيعهم | وركنهم الأقوى إذا حادث حلا |
يكاد الحيا الثّجاج يحكي نواه | فيفضحه غيث النضار إذا انهلا |
بمن ليت شعري في المكارم والعلا | أشبهه أم كيف أرضى له مثلا |
أبابن كدام أم بكعب ابن مامة | أم الوائلي المعمل الخيل والابلا |
أبى الله إلا أن يكون يتيمة | من الدر لم يوجد لها أبداً شكلا |
لعمرك هل يجري على خاطر امرئ | وجود أخي فضل يشابه ذا الفضلا |
همام ترجيه الورى وتخافه | وتعلم أن الفصل ما قال والوصلا |
وحامي حمى الثغر اليماني والذي | به مد للثاوين في سوحه الظلا |
وما زال في لحج الفسيحة ضارباً | سرادق ملك سامت الفلك الأعلا |
محيط عليها سور بأس وهيبة | ولو شاء كان السور من جثث القتلى |
تساهمت الأملاك في المجد والوفا | وقدح أبي عبد الكريم الذي استعلى |
صهى الأعوجيات الكرام مقره | وبرداه مسرود الحديد إذا صلى |
إذا ما جرت خيل الكرام إلى مدى | من المجد صلوا خلفه بعد أم جلى |
بنفس تعالت همة وأبوة | ترى ما تهول الخلق كثرته قلا |
وطرف إلى غير العلا غير طامح | وأذن عن الإقدام لا تسمع العذلا |
فيا أيها المولى الذي كل مالك | من الناس مملوك له حيثما حلا |
ولست أرى ملك اليمين وإنما | لما نال من ملك القلوب وما استولى |
إليك من النائي الحزين الذي غدا | سهاد هموم الإغتراب له كحلا |
خريدة آداب سمت عن زفافها | إلى غيركم أو أن يشد بها رحلا |
مفسرة بعض الذي ناب بعدكم | مؤملة إصغاءكم عندما تتلى |
هبوا غيركم في لجة الكرب قاذفي | ألست لنزر من رعايتكم أهلا |