فقا وانثرا دمعاً على التراب أحمرا
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
قفا وانثرا دمعاً على التراب أحمرا | وشقا لعظم الخطب أقبية الكرى |
ولا تجعلا غير السواد ولبسه | شعاراً لتذكار المصاب الذي جرى |
ولا تألوا جهداً عن النوح والطما | صدوراً بها الايمان أثرى وأثمرا |
وما النوح مجد في الخطوب وإنما | يخفف من نيرانها ما تسعرا |
وما كل خطب يخلق الدهر حزنه | وينسخه كر الجديدين مذعرا |
ألم تر يا ما في قلوب أولي التقى | لفقد وصي المصطفى سيد الورى |
إذا مضت العشرون من رمضانه | تصدّع فيها كل قلب تذكرا |
مصاب به الإيمان أضحى مكبلا | وأمسى به الاسلام منهدم الذرى |
بضربة أشقى الآخرين ابن ملجم | دم الرأس فوق العارضين تحدرا |
دم لو مزجت البحر منه بقطرة | لأصبح مسكاً ذلك البحر أذفرا |
فيا ضربة أهوت بضاربها ومن | يواليه في الكفر الصريح إلى الثرى |
ويا ضربة عنها الأمينُ ابن عمه | بصادق وحي الله نبا وخبرا |
فجاء لها ليث الكتائب موقنا | بها لم يشب إيقانه دونها امترا |
ولم يلتفت إذ ناحت الأوز دونه | ليمضي أمراً في الكتاب مقدرا |
هو الحين لكن حكمة الله أشقت المرادي | وخصّت بالشهادة حيدرا |
وإلا فما قدر الخبيث اللعين أن | يساور بازاً أو يصاول قسورا |
بسبق القضا نالت يد الكلب هامة | تهاب شبا أسيافها أسد الشرى |
فآه على صنو النبي وصهره | وثانيه أيام التحنث في حرا |
وأعلم أهل الأرض بعد ابن عمه | وأعظمهم جوداً ومجداً ومفخرا |
وأولهم من حوض الايمان مشربا | وأرفعهم في محفل الزهد منبرا |
وأضربهم للهام في حومة الوغي | إذا أزّ قدر الحرب كر وكبرا |
إذا قارع الأبطال ظلت نفوسهم | تردَّد بين الأسر والقتل مهدرا |
ألا يا أمير المؤمنين وسيد المنيبين | إن جن الدجا وتعكرا |
عليك سلام الله يا من بهديه | تبلّجت الأنوار والحق أسفرا |
وتبا لقوم خالفوك وزخرفوا | لأشياعهم زوراً من القول منكرا |
وتبا لمن والاهم وارتضاهمُ | أئمته في الدين يا بئس ما اشترى |
لئن ظفروا من هذه الدار بالذي | أرادوا فإن المرء يحصد ما ذروا |
وبعدك جاءت ذات ودقين يا أبا | تراب وجاءت بعد أم حبو كرا |
دماء بنيك الغر طلت وبدلت | حفيظة قرباهم عقوقاً مكفراً |
لقد عم كرب الدين في كربلاء إذ | بتربتها أمسى الحسين معفرا |
على حين قرب العهد بالوحي أصبحت | مواثيق طه فيه محلولة العرا |
ومن دونه العباس خر مجندلاً | فيا لأخ والى فأودى فأعذرا |
ولا بدع إن نالوا الشهادة بل لهم | بيحيى وعيسى إسوة بالذي جرى |
لتذكار ذاك اليوم فليبك كل ذي | فؤاد به خط السعادة سطرا |
فكم ماجد من آل بيت محمد | تحكم فيهم نابذو الدين بالعرا |
ومن ليس إلا قينة أو حظية | قصاراه أو عوداً وخمراً وميسرا |
ضغائن في سود الكلاب أمية | أكنت بها من بدر الغدر مضمرا |
مواليد سوء حاربوا عنوة | وفي الأرض عاثوا مفسدين تجبّرا |
على ظالمي آل الرسول وهم هم | لعاين مالبى الحجيج وكبرا |
وصبّ عليهم ربهم صوت نقمة | وجرّعهم طين الخبال وتبرا |
ألا يا ذوي المختار انا عصابة | نمتُّ إليكم بالولادة والقرابة |
نوالي مواليكم ونقلي عدوكم | ونجتث عرق النصب ممن به اجترى |
ويا ليتنا في يوم صفّين والذي | يليه شهدنا كي نفوز ونظفرا |
ونشرب بالكاس الذي تشربونه | فإما وإما أو نموت فنعذرا |
بني المصطفى طبتم وطاب ثناؤكم | رثاءً ومدحاً بالبديع محبرا |
فلا زلت مهما عشت أبكي عليكم | وأنظم دراً من ثناكم وجوهرا |
ودونكم عذراء نظم بكم زهت | يحق لها والله أن تتبخترا |