خليلي رفقاً فالهوادي وكورها
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
خليلي رفقاً فالهوادي وكورها | أضر بها إدلاجها وبكورها |
رويداً فهذا حي سلمى وتلكما | مضاربها ذات اليمين ودورها |
قفا لي ولو لوث الإزار فإن لي | حشاشة نفس قد تعالى زفيرها |
وعوجا على ذاك المعرس ريثما | إلى سمعها يبدي السلام أسيرها |
فقد طالما أملتُ أن أرمق الحمى | بعين يروي الترب منها غديرها |
معاهد روّاها العهاد لعلها | كعهدي بها يروي الصدي مطيرها |
تروح وتغدو الغيد في عرصاتها | أحال الثرى فيها عبيراً عبورها |
بها سحبت أذيالها ابنة مالك | وحسبكما للترب فخراً مسيرها |
ذراني بها أذري لعمري مدامعا | يضارع هتان الغوادي غزيزها |
سأقضي إذا لم أقض منها لبانة | فمن شأنها يقضي بها من يزورها |
ولا بدع أن ذابت بها مهجتي فما | سوى مهج القوم الكرام مهورها |
ألا ليت شعري والأماني عذبة | وهيهات هيهات الأماني وزورها |
أللصب من سلمى على بخلها به | وقوف على باب الخبا لا يضيرها |
عتاب ورمز بالذي يصنع الهوى | وتذكار أيام تقضي حبورها |
فحسبي من الدنيا هواها وحبها | وسيَّان عندي حلوها ومريرها |
تأرجت الأرجاء طيباً بها كما | تبلج بالمحضار أحمد نورها |
يتيمة عقد الآل والدرة التي | دراريها دارت بها وبدورها |
مسيل الندى الفياض من جود أحمد | ومسطور آيات التجلّي وطورها |
وإن عقدت في مجلس القرب حضرة | فما بسوى المحضار يزهو حضورها |
أبو المجد ترب المكرمات أخو الندى | ربيب العلى رب المعالي أميرها |
بنى في ذرى العليا وأسس بالتقى | قصوراً سمت حتى استحال قصورها |
إذا اعتكر الداجي يناجي بلذة | آلِهاً له بعث الورى ونشورها |
ويعبده حبّا له لا لجنة | يرغبه جريا لها وحريرها |
ولا رهبة من ناره إذ مقامه | جدير به يضحى سلاماً سعيرها |
خليفة سر المصطفى في منصة | بها ازدان منها تاجها وسريرها |
كريم من القوم الجواري صلاتها | بلا منّة والراسيات قدورها |
هو القطب إن دارت رحى الفخر مطلقا | فيا بأبي من ذا سواه يديرها |
وأسس في السفح المبارك مسجداً | به طاف ولدان الجنان وحورها |
بقاع له مثل البقيع تشرفت | بأحمد تلك الساحتين ظهورها |
مشاهد تغشاها الوفود تبرّكاً | فيا حبّذا زوّارها ومزورها |
فبورك من سفح وبورك مسجد | يلوذ به أعرابها وحضورها |
فمن لي بأن أسعى إلى عرصاته | ليبشر نفسي بالصلاح بشيرها |
واستمطر الهطال من بركاته | فتغمرني حتى المعاد خيورها |
أبا حامد لا زلت بالحمد راقياً | ذرى ربوة في العز عز نظيرها |
فديتك إني مستجير بطلعة | مباركة من نور أحمد نورها |
ودونك سر لم أطق بعد كتمه | وهل يكتم الأسرار إلا خبيرها |
لقد لمعت للقلب والقلب مجدب | لوامع لما يأن منها فتورها |
ابن لي أبرق العامرية خلب | ومكر فغر النفس منها غرورها |
أم الحالة الأخرى وإن تك هذه | فيا فوز نفسي إذ تناهي سرورها |
وكنت إذا ما زرت ليلى تبرقعت | وقد رابني منها الغداة سفورها |
على أنني أَدْري بنفسي ونقصها | وغير خفي عجزها وقصورها |
واصعب ما تنقاد للمجد والعلى | وأقرب شيء عن غناها نفورها |
سقام وأمراض عليها تراكمت | مراهمها إحسانكم وذرورها |
وليس لها بعد الرسول سواكم | إليكم ومنكم وردها وصدورها |
ومسك ختام القول أزكى تحية | على جدنا الهادي ذكيٌ عبيرها |