أرشيف الشعر العربي

لبعد العهد بدلت البلاد

لبعد العهد بدلت البلاد

مدة قراءة القصيدة : 4 دقائق .
لبعد العهد بدلت البلاد ونكرت المعابد والعباد
وأنكرني على حنق نجيبي وحمحم جافلاً مني الجواد
ولم تثبت كعادتها بكفي قناتي والحسام ولا النجاد
وأعرضت الولائد عن جوابي كذا يجني على المرء البعاد
فراق ناف عن عشرين عاماً بها ضيَّعت ما لا يستعاد
أجل أفتنكر البيض افتتاني بهن وينمحي ذاك الوداد
وينعكس ابتهاجي بالتلاقي فيعقبه التجنّي والعناد
معاذ الله أن أقلى ويمسي هباء ذلك العمل المشاد
أبت شيم الخرائد نبذ عهدي وإن يك شيب بالشيب السواد
عقائل يعربيات لهن الوفاء جبلة والاتئاد
من الملد اللدان إذا تثنت يفوح المسك منها والجساد
علمن نزاهتي وعرفن أن الحديث فحسب غايه ما يراد
فلي ما بينهن عظيم قدر ومنزلة وودّ واتحاد
إذا ما زرت ناديهن يوماً يرحب بي ويثنى لي الوساد
رعى الله الليالي اللاء مرت بعشرتهن إذ يورى الزناد
وحيا ذالك السفح الولي الملث ولا تخطاه العهاد
وقائله وقد رأت اهتمامي وروعها الترحل والطراد
علام تجوب ظهر الأرض طولاً وعرضاً لا قرار ولا رقاد
فقلت خلاك ذم لا تراعي فلا مال أريد ولا جياد
ولكني أروم لقاء مولى إلى العليا بكفيه القياد
فلي في البحر سفن منشئاتٌ ولي في البر راحلة وزاد
إلى خير الملوك أباً وأمّاً وأكرمهم إذا انتسبوا وجادوا
فقالت لي هو المولى ابن فضل رشيد العبدلية أو رشاد
فأي العاهلين فديت تعني فقلت العبدلي هو المراد
له بيت عريق في المعالي من العرب الأولى شرفوا وسادوا
ملوك أردفت بملوك عز إليهم كل آبدة تقاد
لهم في المجد برج لا يسامى بنته البيض والسمر الصعاد
أولاك الصيد أجداد كرام لمن دانت لهيبته البلاد
لأحمد خير من ركب المطايا ومن حَمَلَتْه للحرب الجياد
ولفاف الكتائب والسرايا وفارسها إذا احتدم الجلاد
يقود الخيل عادية عليها غطارفة تصيد ولا تصاد
عبادلة إلى الجلا سراع على صهواتها لهم اعتياد
إذا ما صبحت قوماً فيتم لصبيتهم وللغيد الحداد
تبوّأ في ذرى لحج فأمست به حرماً يحجّ له العباد
وأضحت معقلاً في الثغر تعنو له الهضب المنيعة والوهاد
يمون القاطنين بما أحبوا ويحبو الوافدين بما أرادوا
يهيل التبر بينهم جزافاً كأن التبر ليس له نفاد
ويمنحهم سمان الكوم يمشي فينزلق عن غواربها القراد
يسوس الملك مقتدراً برأي وتدبير نتائجه السداد
ومجد يملأ الفلوات ضخم تميل له الرواسي أو تكاد
إذا قست الملوك به فهذا عباب والملوك هم الثماد
صباحة منظر وجلال ملك وأخلاق حسان واعتقاد
إليها همّه قعساء ما أن عن الخطر العظيم لها ارتداد
يمد بها إلى الجوزاء كفّاً فتدنو دونها السبع الشداد
وافعم ملكه عدلاً وأمناً فما من قائل ظهر الفساد
ولا لحق القوي هناك حيف ولا رهق الضعيف به اضطهاد
واعلا للعلوم منار هدي به للدين والدنيا استناد
شديد أزره ببني أبيه بناة المجد كم برج أشادوا
فمن عبد المجيد شديد ركن ومن عبد الكريم له عماد
ونيطت بالعليين المعالي فجلت أن يحيط بها عداد
وفي فضل وفي عبد الحميد الشهامة والزعامة والشداد
وإن تكتب محاسن محسن أو محامد أحمد يفنى المداد

أولئك قادة الإقيال والساسة الأبطال والأسد الشداد

محال أن ينال الحيف ملكاً يكون له بمثلهم اعتضاد
ألا يا ابن الملوك الشوس سمعاً فداً لك طارفٌ لي والتلاد
بقيت مدى الزمان جليل قدر لك الدنيا وما فيها مهاد
لرايتك المهابة والترقي وللملك اتّساع وازدياد
ودونك من أخي مقة ثناءً يفسر ما تضمّنه الفؤاد
قلائد يعجز ابن العبد عنها ويقصر من به افتخرت أياد

اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (ابن شهاب) .

إياك أن تنصح أهل الهوى

حسن الحديث وبالطيب

صاح أضجرتني بطول السؤال

نبئوني من هو المخذول إن

علام التمادي في مكابدة البلوى