ممّ الأسى وتوجّع الأكباد
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
ممّ الأسى وتوجّع الأكباد | وعلام حل الحزن كل بلاد |
وبمَ اسوداد الأفق حتى أظلمت | أرجاؤه في مقلة المرتاد |
فاسأل عن النبأ العظيم وما جرى | في الأرض من سبع الزمان العادي |
أتراك تجهل لا ولكن دهشة | مما عرى استهوتك بالمرصاد |
هو نكبة الإسلام بالمرفوع في | يده لواء الفتح والإمداد |
المستوي في عرش منصب جده | قطب الورى المشهور بالحداد |
سر السلالة من نجار محمد | وخلاصة الأبدال والأوتاد |
فرع زكى من دوحة علوية | سقيت بماء الوحي والإسعاد |
جاء البريد ولا نعماً صارخاً | بمفتت الأصلاب والأعضاد |
خطب به ذهب الندى وتضعضعت | عمد الهدى والبر والإرشاد |
حكم الإله وليس يسئل قد جرى | بأفول نير دينه الوقاد |
محي الدياجي إذ يناجي ربه | بتلاوة القرآن والأوراد |
حف الملائك والملوك بنعشه | وطوائف العلماء والعباد |
وارته وانقلبت تعض أكفّها | وتصب صَيِّبَ دمعها المنقاد |
عجباً لذاك الطود كيف تقله | نحو الضريح نواحل الأعواد |
أم كيف هذا البحر في جرز القلوب | يفيض ثم يغيض في الألحاد |
قل للمكارم فلتشق جيوبها | ولتلبس العلياء ثوب حداد |
أسد خلو الغاب عنه غَدَا به الهم | المبرح ملأ كل فؤاد |
وغدت أزمة يعملات العلم والتحقيق | ملقاة على الأكتاد |
كم من فيوضات له منحت بها | أهل الطريق بأقرب استمداد |
مقري الضيوف كأنهم شركاؤه | في طارف من ماله وتلاد |
وله بأفئدة الملوك مهابة | تثنيهم عن سوء الاستبداد |
بالحق يصدق لا يخاف وماله | في قول غير الصدق من ميراد |
ما انفك في جلب المصالح ساعياً | ولدرء ما يخشى من الافساد |
كنَّا بِهِ في جنة ووقاية | من طاميات الزيغ والإلحاد |
حتى دعاه إلى الكرامة واللقا | من ربه الرحمن خير منادي |
فأجابه وقلى الديارَ وأهلها | وجثى بحضرة مكرم الوفَّاد |
بعلاه اقسم ما لنيران الأسى | بفراقه والحزن من إخماد |
لكن لنا بمصاب أحمد أسوة | ووصيه وبنيه والأحفاد |
ولنا من التسليم خير سرادقٍ | متمكن الأطناب والأوتاد |
ولنا بعبد القادر الشهم الذي | خلف الفقيد نكاية الأضداد |
حبر ترشّح للرقيّ إلى علا | أسلافه بكمال الاستعداد |
سمة ٌ وشنشنة وارث عنهم | والشبل يعرف مسرح الاساد |
وبرهطه أعنى بني الحداد سادات | العباد شموس ذاك الوادي |
الطيبين الطاهرين الراكعين | الساجدين القادة الأمجاد |
السالكين بهديهم قدماً على | قدم إلى قدم الحبيب الهادي |
الوارثين عن الرسول علومه | وعن الخليفة سيد الزهّاد |
وعن الشهيد بكربلاء ونجله | الأوَّاه ذي الثفنات والسجاد |
وعن الأكابر فالأكابر والكرام | عن الكرام وكمل الأجداد |
يروون ما لم يرو غيرهم من | السر المصون بصحة الإسناد |
الناظرين إلى العباد برأفة | نظر الحكيم مصالح الأولاد |
دُمثُ الشمائل طيب نشر حديثهم | يسري النسيم به ويحدو الحادي |
لا بيت أسبق للمكارم والندى | من بيتهم في حاضرٍ أو بادي |
يهتز طفلهم اشتياقاً للعلا | والمجد طبعاً ساعة الميلاد |
تأبى نفوسهم الأبية أن ترى | حوامة في ساحة الأوغاد |
بالله عزّهم وطه المصطفى | ومقام جدّهم الفسيح النادي |
لا يركنون إلى ذوي ملك ولا | يتضرعون لظالمي الأجناد |
زاد الإله علوّ كعبهم ولا | برحوا قذى في أعين الحساد |
صبراً بني الحدّاد أن فقيدكم | جار الإله وجار طه الهادي |
فعلى ضريح ضم أعظمه من الرضوان | رائح صوبه والغادي |
ولئن مضى عنكم فقد أبقى | جميل الذكر في الأغوار والأنجاد |
والموت سنة من تفرد بالبقا | في الخلق وهو الصَّادق الميعاد |
كل ابن أنثى لا محالة صائر | قنصاً لمخلب ذلك الصيَّاد |
فلنرفع الأيدي ونضرع للذي | آلآؤه جلّت عن التعداد |
أن يكتب الأجر الجزيل ويجعل | الصبر الجميل لكم أجل الزاد |
وإليكم مسنون تعزية أتت | من ذي حشى حشيت من الأنكاد |
وتحية من نازح عنكم له | فيكم صحيح محبة ووداد |
وعلى الحبيب الهاشميّ وآله | أزكى السلام على مدى الآباد |