بروحي غزال في فؤادي مقامه
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
بروحي غزال في فؤادي مقامه | به ضربت أطنابه وخيامه |
مهفهف قدٍّ إن ثنى عِطْفه انثنى | كأن رُكِّبَت من خيزران عظامه |
كلفت به طفلاً فلما انقضى الصبا | تزايد من موج الغرام التطامه |
بنهد حكى الرمان فوق ترائب | وخصر نحيل قيد شبر حزامه |
فللّه من أحوى حوى الحسن كله | أُسمِّيه لولا غيرتي واحتشامه |
يُبَاح دمي إن بحت يوماً بحبه | وكيف وقد أعيى الفؤاد انكتامه |
على حبّه ما عشت أطوي جوانحي | وإن فٌوِّقت لي من جفاه سهامه |
رضيت بما يرضى وإن كان جائراً | وأقررت أني ما حييت غلامه |
ولا زلت أسعى طامعاً في وصاله | برغم رقيب بالصدود اهتمامه |
إلا لا رعى الله الرقيب فقد بدت | مودّته وهو الألد خصامه |
أيا ربة الجعد الذي فاح مسكه | رويداً على صب جفاه منامه |
فقد طال لما أن جفوت حنينه | وقد زاد ما بين الوشاة ملامه |
أيجمل صرمي يا ابنة الغر بعدما | تيقّنت أني للوفاء إمامه |
وإن ذكر الغر الكرام بمجلس | فقومي لعمري غره وكرامه |
دعيني ولثم الوجنتين فخالها | يسن لنا تقبيله واستلامه |
ألا ليت شعري والأماني عذبة | أأرشف ثغراً قد أحلت مدامه |
وهل تسعد الأيام يوماً بزورة | فيحيى بها روحي ويُروى أوامه |
فيا طالما طالبتها بالوصل فانثنى | رسولي ولم يُسْمع لديها كلامه |
ولو هاج من طعن الأسنّة دونها | عباب على مثلي يهون اقتحامه |
ومهما رأت بالوصل ذنباً فهذه | صلاة أبي بكر لها وصيامه |
ولكن نفتني عن حماها يد النوى | لأرض بها مثلي يطول اغتمامه |
إذا ما سرت من ذلك الحي نسمة | يهيج بقلبي وجده وغرامه |
ولم يرق بعد البين عن بانة النقا | جعلت فداها مدمعي وانسجامه |
فيا نفس صبراً هكذا يصنع الهوى | بمن كان في أيدي الحسان زمامه |
ولا تقنطي مهما تمادى بك الجفا | فجور الهوى حال محال دوامه |
وها أنا قد آنست من جانب الحما | وميض بروق لا يزال ابتسامه |
رموزاً بذكر العامرية من أخ | أديب صفي عمّا يشين رغامه |
أعز ذوي القربى عليَّ قرابة | وخير أخ يُرعى لدي ذمامه |
ولست ابن أم المجد إن لم أكن له | معيناً فيقضي عن قريب مرامه |
لك الله يا ابن العيدروس فبيننا | من الود حبل يستحيل انصرامه |
فيا أهل ودّي ليت شعري أتذكروا | سقيماً نأى عنكم فزادت سقامه |
فحيّاكم صوب المسرّات والهنا | ولا زال منهلاً عليكم غمامه |
وبورك من عيش مضى في ربوعكم | ورعياً لعهد مرّ كاليوم عامه |
عليكم جميعاً ما تغنّت حمامة | من النازح النائي الغريب سلامه |
نعم وعليها من فؤاد متيّم | سلام زكي فاح مسكاً ختامه |
ودونك نظماً في التغزّل من أخي | عفاف بشرع ابن الذبيح اعتصامه |