هذه الدور فدع جذب البرى
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
هذه الدور فدع جذب البرى | وأرحها من تباريح السرى |
وانخها برحاب لم يؤب | خائباً من حجّها واعتمرا |
ثم حي الساكنيها بالذي | عودوا مثلك من لثم الثرى |
ولباب الحان فالزم خاضعاً | للهوى واعكف عكوف الفقرا |
وتطفّل وتلطّف واستمل | سادن الباب وقف منتظرا |
وارتقب عطفه ذي مرحمة | ليعود العود منها أخضرا |
واصدق العزم ولا تسأم إلى | أن ترى غرس التمنّي أثمرا |
فلك البشرى إذا ما أذنوا | لك في خدمتهم أن تحضرا |
سترى الأنجم لا ما في السما | وترى في القلب منها القمرا |
فتية من لطفهم ضيفهم | يترك الأوطان والأهل ورا |
ولئن فتّشت عن أخلاقهم | تلقها روض الربيع المزهرا |
يُخدِمون السعد من يخدمهم | ويحلّون المحبّين الذرى |
للهوى العذريّ فيهم ذمّة ٌ | مستحيل بينهم أن تخفرا |
يتعاطون على الشرع الوفا | صر خداً يحكي شذاها العنبرا |
من دنا من دونها أو شم من | عرفها أمسى مليكاً أكبرا |
حبّذا من ذاق منها قطرة | يلبث الدهر بها مفتخرا |
تقمع الهم من القلب كما | يقمع الجور وقارُ الأمرا |
ماجد الأعراق زاكي المنتمى | زينة العصر جمال الوزار |
شاسع الملك النظامي به | مذ تولاّه ازدهى واعتمرا |
رفعت للشكر أيدي أهله | حين عم المدن عدلاً والقرى |
حازم مستيقظ تحسبه | لخفيّ الغيب بالقلب يرى |
وإذا أبرم أمراً لم يكد | رأيه يخطي القضا والقدرا |
وله العزم الذي تعنو له | فرقاً في غابها أسد الشرى |
همّة لو شاء أن يجري بها | في تلاع البر بحراً لجرى |
حامل الألوية الهجام في | عمرة الموت إذا خطبٌ جرى |
بطل لو جاول القيسي في | معرك والوائلي استأسرا |
قائل الفصل إذا حاور ذا | لهجة ألقم فاه الحجرا |
وإذا محفل أرباب النهى | غصّ من ألاه يرقى المنبرا |
وإذا سميت بأغلا قيمة | خلة في المجد والفخر اشترى |
ماجدٌ إن أمه حرٌ لما | نابه استيقن منه الظفرا |
أريحي النفي فيَّاض الندى | ناحر الأكياس للضيف قرى |
لا تحاكي كفّه السحب التي | تهب الماء وتلك الجوهرا |
آمرٌ بالعرف فعَّال له | مزهقٌ أنّى يكون المنكرا |
نابتٌ في ربوة العز التي | تربها أزكى الروابي عنصرا |
منتم من دوحة ٍ ما أنبتت | غصناً إلا بمجد أثمرا |
آل شمس الأمراء البالغي | رتباً عنها سواهم قصرا |
رشحتهم للعلا أحسابهم | وأصول أنجبتهم كبرا |
من قريش خيرة الله إلى | من به الروم وكسرى كسرا |
عمر الفاروق ذي البأس الذي | جلجل الكفر لأعماق الثرى |
ثم من صيد بنيه المقتفي | سيره والشبل يقفو القسورا |
زاهر من زاهر حتى بدا | منهم النير هذا مسفرا |
أسند الأمر إلى حضرته | ملك الغرّ بني اسكندرا |
نافذ الحكم الشديد البأس إن | فار تنّور الوغى واستعرا |
كفؤ أبكار العلى الناصب في | أوج كيوان اللواء الأصفرا |
شد بالإقبال في دولته | ملكه إذ عاد موثوق العرى |
أوتي الحكم لأهليته | ليس يعطى القوس إلا من برى |
قلّد السيف الذي يغرُب من | غربه الباطل مهما شهرا |
وبه شرفت الخلعة ذو | شرّفت من قلبه من وزرا |
أيها المولى الذي ما أنجبت | حرّة ضاهاك مجداً بشرا |
دمت في أفق المعالي راقياً | على ما شئته مقتدرا |
وإلى حضرتك الغرّاء من | مخلص الود الثناء العطرا |
بنت فكر تتثنى عجباً | ولها تعنو فحول الشعرا |
يرقص الطائي والكندي لو | سمعاها طرباً والشنفرى |
شان مهديها عفاف النفس عن | بسط كف الذل مهما حرّرا |
بل قصارى قصده عقد الولا | وقبول العذر فيما قصرا |
وخذ التاريخ بيتاً كاملا | لك فال الفوز منه ظهرا |
عام نصر ونوال وحبا | وسعود لوقار الأمرا |