بدت فأغاظت القمر الضويّا
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
بدت فأغاظت القمر الضويّا | وأخجلت السنان السمهريا |
بربّك هل ترى قمراً سواها | بدى متمثلاً بشراً سويّا |
وهل أبصرت يوماً للعوالي | كما لقوامها ثمراً جنيّا |
بلى للرمح يوم الروع فتك | ولكن دون جفنيها مضيّا |
محجبة تبارك من براها | وأودع لحظها السر الخفيّا |
فكم بسهامها رشقت كميا | فما نفعت بسالته الكميا |
بديعة منظر تمشي الهوينا | فتسبي ذا الصبابة والخليا |
تتيه بحسنها عجباً وترنو | فلم تأثم وتجتاح البريا |
وتأنف وهي صادقة إذا ما | نسبت لها الجمال اليوسفيا |
سقى الوسمي معهدها ملثا | يغادر سفح ناديها نديّا |
ورعياً لليالي اللآء مرّت | بعصر كان لي ولها وفيّا |
وأيام تنال النفس فيها | رغائبها صباحاً أو عشيّا |
لعمر أبيك إن لعشق سلمى | وحُبِّيْهَا الحديث العامريا |
كلفت بها وبي كلفت كلانا | قرين هوى ولم يكن العصيّا |
صغيرين ائتلفنا لا رقيباً | نخاف إذا تحادثنا مليّا |
إذا بملاعب الفرح اجتمعنا | يقال ذروا الصبِيَّة والصبيّا |
أمنيها فتسألني اختبارا | وكنت بكل ما اقترحت مليّا |
ولو طلبت فتاة الحي روحي | لكنت بها ولم أحفل سخيّا |
وها هي بعد صفو الود ألقت | قديم الحب ظِهْرِيَّاً نسيّا |
ولم أعلم وربّك ما عراها | وأغراها لتتركني شجيّا |
كستني السقم ظالمة وخافت | وحزم خوف من ظلم البريّا |
فحلت من فؤادي حيث ألفت | به الجار المليك العبدليّا |
بهذا الفضل يكفي كل فضل | فخاراً أن يكون له سميّا |
ومن كأبيه أو كأبي تراب | تعالى حق أن يدعى عليّا |
بحجر المجد منشاؤه فأكرم | به ملكاً كريماً أريحيا |
أبوته ملوك قد أشادوا | بأطراف القنا العز السميّا |
ومعتقل قويم الرمح يعلو | لدى الهيجاء طرفاً أعوجيّا |
له تتضاءل الأبطال خوفاً | إذا هزّ الحسام المشرفيّا |
وفي صَبَّيحَة ٍ كم شب ناراً | همو بسعيرها أولى صليّا |
له فيهم ببيض الهند ضرب | ترى بيض الوجوه له بكيّا |
فما لبث الألى التأموا صفوفاً | بأن خرُّوا لهيبته جثيّا |
له في لحج الفيحاء برج | منيع ينطح الفلك العليّا |
به الذات الشريفة والأيادي | تجوب الشرق والغرب القصيّا |
شديد البأس مهما كان بأس | وكان بكل منقبة حريّا |
وأكرم من على الغبراء نفساً | وإعراقاً وأخلاقاً وزيّا |
فيولي المجتدي كرماً وبرّاً | ويسقي المعتدي الكاس الوبيّا |
فسمعاً أيها الملك المفدى | لما يحدو به الساري المطيّا |
بمدحك يزدهي نظمي ونثري | وإن أصبحت عن مدحي غنيّا |
فلي نظم القوافي والتغنّي | بها مها ينوب القاسميا |