تفسير: (قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما هي)
مدة
قراءة المادة :
5 دقائق
.
تفسير قوله تعالى ﴿ قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لَا فَارِضٌ وَلَا بِكْرٌ عَوَانٌ بَيْنَ ذَلِكَ فَافْعَلُوا مَا تُؤْمَرُونَ ﴾
(سورة البقرة: الآية 68)
إعراب مفردات الآية [1]:
(قالوا) فعل وفاعل (ادع) فعل أمر مبنيّ على حذف حرف العلّة، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت اللام حرف جرّ و(نا) ضمير متّصل مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بـ (ادع)، (ربّ) مفعول به منصوب والكاف مضاف اليه (يبيّن) مضارع مجزوم جواب الطلب، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (لنا) مثل الأول متعلّق بـ (يبيّن)، (ما) اسم استفهام في محلّ رفع مبتدأ (هي) ضمير منفصل في محلّ رفع خبر، (قال) فعل ماض والفاعل هو (إنّ) حرف مشبّه بالفعل للتوكيد والهاء ضمير اسم إنّ (يقول) مضارع مرفوع والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (إنّها) مثل إنّه (بقرة) خبر إنّها مرفوع (لا) نافية مهملة (فارض) نعت ل (بقرة) مرفوع مثله، الواو عاطفة (لا) نافية واجبة (بكر) معطوفة على فارض مرفوع مثله، (عوان) نعت ثان ل (بقرة) مرفوع (بين) ظرف مكان منصوب متعلّق ب (عوان)، (ذا) اسم إشارة في محلّ جرّ مضاف إليه واللام للبعد والكاف للخطاب الفاء رابطة لجواب شرط مقدّر (افعلوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون..
والواو فاعل (ما) اسم موصول في محلّ نصب مفعول به والعائد محذوف (تؤمرون) مضارع مبنيّ للمجهول مرفوع والواو ضمير متّصل في محلّ رفع نائب فاعل.
اهـ.
روائع البيان والتفسير:
• ﴿ قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ ﴾ قال أبو جعفر الطبري في تفسيرها:
فقال الذين قيل لهم: ﴿ إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة ﴾ - بعد أن علموا واستقر عندهم، أن الذي أمرهم به موسى من ذلك عن أمر الله من ذبح بقرة - جد وحق، ﴿ ادع لنا ربك يبين لنا ما هي ﴾، فسألوا موسى أن يسأل ربه لهم ما كان الله قد كفاهم بقوله لهم: "اذبحوا بقرة".
لأنه جل ثناؤه إنما أمرهم بذبح بقرة من البقر - أي بقرة شاءوا ذبحها من غير أن يحصر لهم ذلك على نوع منها دون نوع أو صنف دون صنف - فقالوا بجفاء أخلاقهم وغلظ طبائعهم، وسوء أفهامهم، وتكلف ما قد وضع الله عنهم مؤونته، تعنتا منهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
اهـ[2].
• ﴿ قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لَا فَارِضٌ وَلَا بِكْرٌ عَوَانٌ بَيْنَ ذَلِكَ ﴾ قال السعدي في بيانها ما مختصره:
﴿ لا فَارِضٌ ﴾ أي: كبيرة ﴿ وَلا بِكْرٌ ﴾ أي: صغيرة ﴿ عَوَانٌ بَيْنَ ذَلِكَ فَافْعَلُوا مَا تُؤْمَرُونَ ﴾ واتركوا التشديد والتعنت..اهـ[3].
• ﴿ فافعلوا ما تؤمرون ﴾ وقال ابن العثيمين-رحمه الله- ما مختصره:
هذا الأمر من موسى؛ وليس من كلام الله عزّ وجلّ؛ فموسى يقول لبني إسرائيل: افعلوا ما تؤمرون به من ذبح بقرة لا فارض، ولا بكر، ولا تتعنتوا فيشدد عليكم مرة ثانية؛ ولو أنهم امتثلوا، وذبحوا بقرة عواناً بين ذلك لحصل المقصود؛ وكان عليهم أن يفعلوا.
وإن لم يأمرهم نبيهم به؛ ولكنهم أهل عناد، وتعنت.اهـ[4]
[1] انظر الجدول في إعراب القرآن لمحمود بن عبدالرحيم صافي (المتوفى: 1376هـ) نشر: دار الرشيد مؤسسة الإيمان - دمشق( 1 /155 ).
[2] جامع البيان في تأويل القرآن لأبي جعفر الطبري، تحقيق أحمد محمد شاكر- الناشر: مؤسسة الرسالة (2 / 189 / 1182 ).
[3] تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان لعبدالرحمن بن ناصر السعدي- الناشر: مؤسسة الرسالة (1 / 54 ).
[4] تفسير العلامة محمد العثيمين -مصدر الكتاب: موقع العلامة العثيمين (3 / 171 ).