أرشيف الشعر العربي

على رسلكم رسل المحابر والقلم

على رسلكم رسل المحابر والقلم

مدة قراءة القصيدة : 3 دقائق .
على رسلكم رسل المحابر والقلم رويداً فمن شم الذرى تحسن الشيم
قفوا ريثما أملي عليكم رسالة ً إلى كل ندب من ذوي المجد والكرم
منزّهة عن وصف شاد وشادن ومشغولة عن ذكر سلمى وذي سلم
مبرّأة عن ريبة في حديثها ومارّ بها فيما يقول بمتّهم
مشمّرة عن ساعد الصدق لم تزل على قنّة الانصاف منشورة العلم
مجرّدة عضب الحمية حامياً حمى الشرف السامي الذي جلّ أن يذم
مقلّدة بالنصر مقرونة به ومن ينتصف من ذي عقوق فما ظلم
مبرهنة عقلاً ونقلاً على الذي حوت نحلة القس الطريدة من زعم
فبعداً لها من نحلة درها غداً صديداً وخبث الدر من رعيها الوخم
صحيفة سوء أودعت في سطورها أساطير زور أو خزعبلة تكم
فما وجدت من شاطئ العلم بلّة وفي مهيع الآداب ليس لها قدم
تَخَبَّطُ في منقولها ومقولها وعند العمى الأنوار سيَّان والظلم
أتت تتهادى في ملابس خزيها وتسحب أذيال الفجور إلى الأمم
أضربها ما بين ضراتها الخنا ودّبج فودي رأسها الشيب والهرم
فما سامها في نفسها ذو مروءة ٌ ولا نفقت في سوق بيع ولا سلم
أيرضى أبِيٌ أن يظل مطالعاً لطلعة زلاَّ بنت أجدع ذي صلم
وإن تك غرت ذا حجى بصقالها قديماً فقد يستسمن المرء ذا ورم
تحاكي مخازيها شمائل شيخها ومنشئها أعمى البصيرة والأصم
ولا عجب بنت اللئيم لئيمة ٌ إذ اللوم خال وابن خال لها وعم
تعرّض فيها يا غبي جراءة بذكر أمير المؤمنين ولي النعم
لقد رمت رمي البدر في أفق السما وهيهات أين البدر ممن رمى وهم
أما في تمنّي المستحيل دلالة على خبل العقل الملوّث بالوهم
بفيك الحصى ممن عنت لجلاله وطاعته عرب البسيطة والعجم
خليفة دين الله مأمونه على حمى القبلتين القدس والمأمن الحرم
بذكراه تهتز المنابر عندما عليها اسمه يتلى وتقوى به الهمم
تفرع من جرثومة الملك راقياً معارج من كل الملوك لهم خدم
هو الطود للدنيا وللدين مانع ينال الأماني من بذروته اعتصم
إذا ما ملوك الأرض همّوا لمفخر تقدمهم عبد الحميد له وأم
وإن تكن الحرب الأخيرة لم تدر له فسجال الحرب سنة من قدم
ولو هتفت أنباء دعوته بمن بما دان دانوا للذمار وللذمم
لطارت قلوب الروس من خوف بأسهم وعادت على الأعداء دائرة النقم
ولا بدّ من يوم أغرّ محجل سيلقون حتى يقرعوا السن من ندم
خذوا حذركم أهل الصّليب لموقف يؤول به أمر الصليب إلى العدم
بجيش ترون البر من فتكاته كلجي بحر أو كداج من الظلم
جحاجحة من آل عثمان ما لهم بغير المعالي أو يموتوا هوى وهم
إذا غشيتكم دِيمَة ٌ من سحابهم يُرَى من نجا منكم كجافلة الغنم
وقد فعلت آباؤهم وجدودهم بأجدادكم ما اللوح يروي عن القلم

اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (ابن شهاب) .


المرئيات-١