حي الحيا حيَّاً به حلّت سعا
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
حي الحيا حيَّاً به حلّت سعا | ومنازلاً خطرت بهن وأربعا |
وهمت على الوادي الذي سكنت به | ديمٌ تغادره أنيقاً ممرعا |
وسقى العهاد معاهداً بسفوحها | تختال جارات الصفا والمدعى |
ريم أوانس صيدهن محرم | يظللن في تلك المحاجر رتعا |
سود الذوائب والجلابب والعيون | القاتلات متيماً ومولعا |
من كل غانية بلطف حديثها | ودلالها تذر الفؤاد مقطعا |
يا ظبية البطحاء مهلاً إنني | بهواك ذو كلفٍ سقيماً موجعا |
وإليك قد خضت البحار وطالما | جُبْتٌ السباسب والقفار البلقعا |
هل تسعدينفداً لحسنك مهجتي | بالوصل ذا شغفٍ يفيض الأدمعا |
واقضى لبانته لديك وزحزحي | عن وجهك الحسن الصبيح البرقعا |
حاشا لحبك أن يكون محرماً | ولمثل وصلك أن يكون ممنعا |
تيهي فإنك في الحسان مليكة | يأتين نحو حماك شعثاً خضعا |
وتمايل بحلا محاسنك التي | لم تتركي لسواك فيها مطمعا |
وتبختري جذلاً فقد جاورت من | جمع المفاخر والمكارم أجمعا |
قمر البطاح خليفة الحرمين مولانا | أبا شرف الشريف الأروعا |
من معشر طابت عناصرهم وفي | تطهيرهم نطق الكتاب فأبدعا |
غمر الورى عدلاً فهم يتضرعونَ | بأن يخلد ملكه ويمتعا |
وله الفراسة والسياسة شيمة | والفخر فيه وفي ذويه استجمعا |
حاز الإمامة والزعامة والشهامة | وارتقى فيها المقام الأرفعا |
حرم تلوذ به الأنام وحوله | حرم ومن عجبٍ وجودهما معا |
ملك ينصب لواه يخفض كل ذي | رفع ويمنع جمعه أن يجمعا |
وله عنت غُلْبُ الرقاب وأذعنت | حتى جنى منها قطوفاً وارتعى |
وإذا انتضى غضبا ليوم كريهة | لبَّاه مفرق كل قرم إن دعا |
وإذا صروف الدهر يوماً بامرىء ٍ | عبثت فإن إلى حماه المفزعا |
ما انفك في طلب المعالي ساعياً | إذ ليس للإنسان إلا ما سعى |
هم الورى جمع الحطام وهمهُ | بذل النضار تكرماً وتبرعا |
يستمنح العافون غيث أكفّه | ذهباً فيمطرهم سحائب همعا |
كرم ولا كرم البحار وهمّة ٌ | يرمي الجبال بها فتمسي يرمعا |
في مدحه قل ما تشاء وكيف لا | ومن العبادلة انتمى وتفرّعا |
طوبى لكم أهل الحجاز بضيغمٍ | قد هد أركان الضلال وضعضعا |
ما دام بينكم فنجم سعودكم | باد ونجم نحوسكم لن يطلعا |
يابن الأطائب من ذؤابة هاشم | ومعيد كل شديد باس هيرعا |
أنت المهذب لم يزاحمك أمرؤٌ | فيما حويت من الفخار ولا ادّعى |
قد أعجزت آيات مدحك كل ذي | أدب وأخرست الفصيح المصقعا |
وإليك من وادي ابن راشد انتهى | وفد الأولى شرفوا وطابوا منبعا |
آل الحسين بني أبيك عرتهم | فتن وأضحى شملهم متصدّعا |
بثّوا إليك شكية ً فيما جرى | ممن أذاقهم العذاب الأوجعا |
من فرقة أخزى وأهون أن يُسَاقَ | إلى جنابك ذكرهم أو يرفعا |
ورثوا فعال بني أمية في قبائحهم | وقتلهم الشيوخ الركعا |
عطفاً أخا العزمات إن لنا بكم | رحماً وهل ترضى بها أن تُقْطَعَا |
حاشاك يابن الأكرمين إذا بنا | عثر الزمان تقول تعساً لالعا |
واقلب بنصرك يابن عون سجسجا | ريحاً تهب على ربانا زعزعا |
لتقرعينَي خير من وطىء الثرى | وتسر فاطم والبَطِيْن الا نزعا |
وإليك من نجل الوجيه خريدة | تسبي نهى مَن در منطقها وعى |
يرجو التشرّف بامتداحك والوصول | إلى جنابك والتجاوز والدعا |
واعجب لتاريخ ببيت مفرد | بجمان حسن ثناك جاء مرصعا |
زادت بعبد الله بكة رفعة | وبجده انهزم البلاء وزعزعا |