العيد ما ابتهجت به الأرواح
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
العيد ما ابتهجت به الأرواح | وعلى القلوب به تدار الراح |
العيد ما ملأ الضمير مسرّة | وزهت به الإمساء والإصباح |
العيد عيد جلوس أكرم من علا | عرش الجلال له الجلوس يتاح |
يوم به الملك ابن أفضل قد بدا | فوق السرير جبينه الوضّاح |
ملك هو المأمون في آرائه | وعلى العدى المنصور والسفاح |
ملك إلى غير المكارم والندا | والمجد والعلياء لا يرتاح |
من آل آصف الغطارفة الأولى | بهم يُذَلُّ الصعب والجماح |
تعنو الخصوم لهم وتجثو سجّدا | مهما تشن الغارة الملحاح |
ولنعم ما خلَفوا لرفع منارهم | إن الإناء بما حوى نضّاح |
خواض غمرة لج محتدم الوغى | إن صدّ عنها الماهر السباح |
وإذا جرت جرد الملوك إلى مدى | سبق الملوك جواده الضباح |
وإذا به قست الملوك وجدتهم | وشلا وهذا الصيب السحساح |
شمل الرعية عدله حتى استوى | فيه الأمير القرم والفلاح |
صلحت بهمّته المدائن والقرى | وأخو الأبوة شانه الإصلاح |
وتفيّأت سكّانها في ظلِّه | وزكت بها الثمرات والأرباح |
بربوعه شمس التمدّن أشرقت | وانجاب عنها ليلها الجناح |
شِيدت صروح العلم في أيامه | وقد اشمخرّت فالضريح ضراح |
ألقى مقاليد المعارف للذي | ما انفكّ وهو إلى العلا طمّاح |
أعني عماد الملك ربّ القوس | باريها الهمام السيّد الجحجاح |
حلاّل عقدة كل لغز مبرم | بحر يموج وغيره الضحضاح |
بوركت مأموراً وبورك آمراً | أخلاقه الإعضاء والإسجاح |
من مثل محبوب العلي إذا انبرت | تهب الجوائز كفّه والراح |
أقسمت لا مستثنياً أن ليس في | ظهر البسيطة مثله يمتاح |
فلنرفع الأيدي ونصفن للذي | لم يعيه التسآل والإلحاح |
متشفّعين بجاه خير وسيلة | في الكون وهي الخمسة الأشباح |
أن يجعل النصر المبين قرينه | ويديله من فتحه الفتّاح |
حتى يؤب بكيده في نحره | خوّانه وعدوّه النّباح |
ويديمه كنفاًَ لمن في ظلّه | حتى تدوم لهم به الأفراح |
وإليه نضرع أن يؤيد نجله | حتى يثج سحابهُ الدلاّح |
ويقيمه من بعد طول بقائه | متمكّناً ولخصمه ذّباح |
يا أيها الملكان إن ثناكما | مما تضيق برقمه الألواح |
لكن إذا ما جئت منه بنفثة | سطعت وضاع عبيرها النفاحُ |